أصاب المنتخب السعودي جماهيره بخيبة أمل كبيرة، عندما فشل في بلوغ نصف نهائي كأس الخليج ال21، بعد أن ودّع المنافسات على يد غريمه التقليدي الكويت بهدف من دون رد، مكتفياً بانتصار وحيد أمام اليمن، في الوقت الذي كانت تمني جماهيره النفس بمسح إخفاقات المواسم الأخيرة التي شهدت أسوأ ظهور ل «الأخضر» في المحافل كافة، إلا أن طموحات تلك الجماهير ذهبت أدراج الرياح وسط تخبط المدرب الهولندي ريكارد، وغياب روح اللاعبين، ليتجدد مسلسل الخروج المرير. وفي المقابل، واصل المنتخب العراقي عنفوانه وحقق العلامة الكاملة، عندما حقق الفوز الثالث على اليمن بهدفين نظيفين، رافعاً رصيده إلى تسع نقاط في صدارة المجموعة الثانية، وسيلاقي البحرين في نصف النهائي، فيما ذهبت البطاقة الثانية للكويت الذي سيواجه نظيره الإماراتي. سعى المنتخب السعودي إلى الإمساك بزمام المبادرة منذ البداية عبر الضغط، ولا سيما عبر العمق بتمرير الكرة إلى ياسر القحطاني وفهد المولد ويحيى الشهري، لكن السعوديين واجهوا تكتلاً دفاعياً منظماً حد من تحركاتهم وحرمهم من تشكيل فرص خطرة على المرمى. لعب المنتخب الكويتي بهدوء في بداية المباراة، معتمداً على إقفال منطقته، لكنه لم يكن متراجعاً تماماً إلى الدفاع، بل إنه فاجأ منافسه بالهجمات وإرسال تمريرات مباغتة إلى مهاجمه السريع يوسف ناصر الذي سجل هدفاً وكان مصدر خطورة في مرات عدة أيضاً. التهديد الأول للمرمى كان من المنتخب الكويتي حين مرر بدر المطوع كرة إلى المهاجم يوسف ناصر في الجهة اليمنى فسددها باتجاه المرمى لكن الحارس وليد عبدالله كان لها بالمرصاد (9)، رد عليه «الأخضر» تابع كرة يحيى الشهري من ركلة حرة أرسلها أحمد عطيف مباشرة في الشباك الجانبي من الجهة اليسرى لمرمى حارس الكويت نواف الخالدي (12)، وبعد دقيقة واحدة، خطف «الأزرق» هدف التقدم عندما تلقى يوسف ناصر تمريرة بينية شق بها طريقها نحو المرمى، متخطياً المدافع أسامة المولد إلى أن انفرد بوليد عبدالله فأرسلها على يمينه في الشباك. كانت الهجمات الكويتية المرتدة خطرة بسبب المساحات في المنطقة السعودية، وفي واحدة منها انطلق حمد أمان وسار بالكرة نحو 30 متراً مخترقاً المنطقة قبل أن يرسل كرة سهلة بين يدي وليد عبدالله (23). وفي الشوط الثاني، دفع ريكارد بالمهاجم ناصر الشمراني بدلاً من المدافع أسامة المولد، سعياً إلى التسجيل قبل فوات الأوان، وبدأ مسلسل الفرص السعودية، بكرة بعيدة لسعود كريري (47). ثم كاد تيسير الجاسم يعيد الأمور إلى نصابها حين سدد كرة قوية لامست القائم الأيسر لمرمى الخالدي (49). تكثف الضغط السعودي وسط تراجع كويتي تام، وكاد ياسر القحطاني يخطف التعادل (58)، عندما أرسل كرة من الجهة اليسرى للمنطقة لكن الخالدي ارتمى عليها وأنقذ الموقف. أقلقت الهجمات الكويتية المرتدة مرمى السعودية كثيراً في ربع الساعة الأخير، وسنحت فرصة لوليد علي أمام المرمى، لكن كرته لمست أسامة هوساوي وتحولت إلى ركنية وصلت على أثرها الكرة إلى بدر المطوع الذي اخترق المنطقة وسددها مرت قريبة من القائم الأيسر (86). وكان جميع محاولات تيسير الجاسم خطرة وكاد يخطف هدف التعادل قبل النهاية بدقيقتين حين أرسل كرة من داخل المنطقة لامست القائم الأيسر.