منذ أسبوع راجعت أوراقي «الثبوتية» ولفت نظري أن «رخصة السير» لم يتبق لصلاحيتها سوى أيام معدودات، وعلمت من مصادر «مُجرِّبة» أن التجديد يتعلق به الفحص الدوري وما يصاحبه من «تشييك» على المركبة وتفقد نواقصها ودفع للرسوم التي تقف من ورائها غرامات المخالفات المرورية، ومنها عيون «ساهر» المخفية التي ترصد متجاوزي السرعة وهم في غفلة من عيونه الساهرة ولا يعرفون أثر «نظرته» النافذة إلى أعماق «الجيوب» أكثر من عين «الساحر» إلا ساعة تجديد الأوراق «الرسمية» حين يفاجئهم «سداد» بوجوب السداد. وغرامة «ساهر» مطب آخر يضاف إلى المطبات الاصطناعية التي تحد من السرعة وتسهم بشكل كبير في خفض المخالفات المرورية وتحطيم «الشكمانات». أعددت العُدة لمواجهة مفاجآت الفحص الدوري وخرجت باكراً لأجد أمامي مئات المركبات التي سبقتني إلى هناك، ورأيت شباباً «يقطعون» الطريق ويلوحون لي بالوقوف، حسبتهم – من فرط جهلي - فاعلي خير جندوا أنفسهم لمساعدة المسنين والعجزة ليرحموهم من الوقوف في «الطابور» ولكنهم كانوا يعرضون خدماتهم لصيانة المركبة وتبصير أصحابها بمزالق الفحص، ويؤكد بعضهم أنهم واثقون من «فراستهم» ولا يستعجلون على قبض «الأجر» قبل أن تجتاز المركبة الاختبار ويوضع على جبينها الملصق «الاستيكر». كنت واثقاً أن المركبة سليمة وليس بها ما يعوق الاجتياز ولكن أحد «النشامى» نبهني إلى أهمية تغيير الزجاج الأمامي لأن «الصدع» الموجود فيه، مهما كان صغيراً، سيجبر «الكومبيوتر» على الإشارة إليه، ومن ثم تعيد الفحص، ونصحني بتركيب زجاج جديد حتى لا تترك مجالاً للإعادة. وبالفعل رجعت لأعود لليوم التالي، وكانت النصيحة الثانية من «نشمي» آخر أن أخلع «صدَّام الزينة» الأمامي حتى لا تترك للفني المراقب فرصة لإعادتك من حيث أتيت، ولكني توكلت على الحي الذي لا يموت ودخلت في «الطابور» وظللت في «الزحف» حتى وصلت إلى مكان يُمنع فيه قائد المركبة من تجاوزه، ترجلت وسلمت القيادة لفني الفحص وظللت أنظر بطرفٍ «خفي» إلى المركبة وهي تعبر من شخص إلى آخر ولساني يلهج بالدعاء لفاطر الأرض والسماء أن يعمي الفني عن «الصدَّام» وألَّا يكون عائقاً يحول دون اجتياز الاختبار. بعد إقبال وإدبار وقفت مركبتي خارج المسار وهي «تلهث» وأنا أدعو، ولم يطمئن قلبي حتى رأيت الشاب السعودي يضع عليها «الاستيكر» ويوجهني لمكتب آخر لاعتماده وتصديقه. تنفستُ الصُعداء وعدت أبحث عن الشاب الذي نصحني بتغيير «الصدَّام» وطلب مني مبلغاً مقابل أن يقود المركبة حتى تجتاز عقبات «الفحص» ولكني لم أجده ووجدت شباباً آخرين يلوحون لي بالتوقف وهم يحسبون أني من «العائدين». مسحت حبات العرق التي علقت بجبيني وحمدت الله على السلامة والنجاة من الغرامة وقلت للشخص الذي يقف إلى جواري: لماذا لا نحرص على مراجعة الطبيب بشأن «التشييك» على أجهزتنا الحيوية؟ ونعطي «الفحص» الدوري الخاص بصحتنا وصحة أسرتنا «مِعْشار» ما نعطيه للفحص الدوري الخاص بالمركبات؟: قال لي: احذر من مراجعة الطبيب وأنت لا تشعر بمرض يجبرك على الذهاب إليه، خصوصاً إذا لم يكن لديك تأمين «طبي»، فإنه سيخرج لك أشياءً غائبة عنك و«يبلشك بلشة». [email protected]