أثارت زيارة وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي للقاهرة تساؤلات حول المهمة التي ذهب بها، خصوصاً أنها جاءت بعد معلومات عن زيارة قام بها قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني للعاصمة المصرية قبل وصول صالحي اليها. والتقى صالحي خلال زيارته إضافة إلي نظيرة المصري محمد كامل عمرو، كلاً من الرئيس محمد مرسي وشيخ الأزهر الشيخ احمد الطيب وشخصيات بينها المبعوث الدولي للأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي. وعلي رغم أن زيارته للقاهرة تعتبر الثالثة بعد سقوط نظام حسني مبارك في 2011، إلا أنها اكتسبت أهمية خاصة كونها جاءت بعد معلومات غير مؤكدة عن زيارة قائد قوات القدس قاسم سليماني للقاهرة ولقائه أحد مستشاري الرئيس المصري الذي يحتل مركزاً قيادياً في جماعة «الإخوان المسلمين» من أجل المساهمة في نقل التجارب الإيرانية في المجال الأمني والعسكري للجانب المصري، الأمر الذي أطلق تكهنات بوجود رغبة متبادلة لتعزيز العلاقات بين البلدين في شكل لا ينحصر في المجالات السياسية وانما ينسحب علي المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية والثقافية. وحمل لقاء صالحي مع شيخ الأزهر دلالات لجهة ترطيب الأجواء المذهبية بين الطائفتين السنية والشيعية، خصوصاً وأن الوزير الإيراني تبرأ ممن يسب الصحابة والسيدة عائشة قائلاً إن «من يسبهم ليس من الشيعة». وتحدثت مصادر عن رغبة إيرانية نقلها صالحي للمسؤولين المصريين في شأن تطوير العلاقات الثنائية حتى في غياب رفع مستوي التمثيل الديبلوماسي بين البلدين والذي يقتصر حالياً علي مكتب رعاية المصالح في القاهرةوطهران. وقللت المصادر من أهمية الاختلاف في وجهات النظر بين البلدين بشأن الأزمة السورية، قائلة إن الحكومة المصرية «أصبحت مقتنعة بالخيار السياسي الذي تلتزم به الحكومة الإيرانية». وثمة من يعتقد أن الخلاف المصري - الإماراتي في شأن «خلية الإخوان الإماراتية» ربما ساهم في دعم العلاقات الإيرانية - المصرية. وتحدثت مصادر في طهران عن ارتياح الجانب الإيراني لنتائج الزيارة التي قام بها صالحي للقاهرة، مشيرة إلى إعلان الحكومة الإيرانية مشاركتها على مستوى رئيس الجمهورية في اجتماع مؤتمر قمة التعاون الإسلامي الذي يُعقد الشهر المقبل في القاهرة. وفي ما يخص الشأن السوري، أعربت أوساط إيرانية عن استبعادها تمكّن مصر وإيران من التوصل إلي آلية لإنهاء الأزمة السورية «كونها أخذت بُعداً دولياً قلل من أهمية البعد الإقليمي»، إلا في حال العمل علي اقناع الرئيس السوري بالتنحي من الرئاسة لمصلحة الوحدة الوطنية السورية والشعب السوري وتفادي وقوع سورية في اتون حرب أهلية وطائفية.