أكد المسرحي عبدالعزيز عسيري أن «ورشة مسرح الطائف» لم تبدأ من فراغ، «فقد كانت الطائف تشهد حراكاً مسرحياً، ممثلة في عروض مسرحية تقليدية تقدمها جمعية الثقافة والفنون في الطائف فكانت مسرحية «مين يكمل الثاني»، ثم كانت الانعطافة مع مسرحية «مع الخيل يا عربان» لعامر الحمود، التي مثلت الخروج من المسرح التقليدي إلى المسرح الملحمي، ثم عدد من العروض ثم العودة إلى التقليدية. إلى أن جاءت «ورشة مسرح الطائف» فاعتمدت منهجية المسرح الطليعي». وقال عسيري في محاضرة في جمعية الثقافة والفنون بجدة حول الورشة، أدارها المسرحي محمود الشرقاوي، إن «تأسيس الورشة كان في عام 1993، للنهوض بالمسرح المحلي، واعتماد كوادر محلية، والتأسيس للمسرح الحديث في السعودية، فكان المنهج واضحاً والرؤية مكتملة، ومن المؤسسين: أحمد الأحمري، فهد الحارثي، عبدالعزيز عسيري، محمد بكر رحمه الله، مساعد الزهراني، سامي الزهراني، يوسف الوقداني وحسن الزهراني». وأشار إلى أن الورشة لم تعتمد فكرة المواجهة مع الإدارة في الجمعية، إنما سعت أولاً إلى «تثبيت أقدامها، وإيجاد كيان لها داخل الجمعية، من خلال الاستفادة من المظلة الرسمية للجمعية، ولم تكن تهدف إلى الاستقلال عن الجمعية، بل كانت هذه تصورات بعض الإداريين، ما أوقعها في الأخير في مواجهة حسمت لصالحها». وذكر عسيري أن الأعمال المسرحية التي نفذت أكثر من 40 عملاً مسرحياً للكبار والأطفال، وشاركت في أكثر من 60 مهرجاناً عربياً ومحلياً، وحازت على أكثر من 40 جائزة». ولفت إلى أن سبب نجاح الورشة «إيمان أعضائها بأنها مشروع ثقافي جمعي، ليس للفردية مكان فيه». وأضاف: «لا بد من الدفاع عن المشروع، مهما كانت التضحيات، ولا ضرر من التعصب له في البداية، حتى تثبت قدماه». وأكّد أن «التثقيف مهم جداً، وأفضل طريقة هي مشاهدة العروض المسرحية للآخرين، والالتقاء بهم، والاستفادة من تجاربهم مع المطالعة للكتب المتخصصة». وذكر أن «الصعود على خشبة المسرح والبدء في العمل هو الأساس، فلن تكون لك تجربة ما لم تعمل، ثم يأتي التنظير لها في ما بعد»، مشيراً إلى أن لكل ورشة خصائصها «ولا يمكن استنساخ تجربة بل يمكن الاستفادة منها، والعمل على تلافي الأخطاء، والتعامل وفق الزمن والمكان». وكرمت جمعية الثقافة والفنون في جدة عبدالعزيز عسيري وسط حضور كثيف من المسرحيين والإعلاميين والمهتمين.