أدى اشتباك في الجنوب الليبي بين قبيلة التبو في مدينة الكفرة مع قوات درع ليبيا التابعة للجيش إلى مقتل أربعة أفراد من أبناء القبيلة، لكن هدوءاً حذراً نسبياً خيّم على المدينة الأربعاء وفق ما قال مسؤول في الجيش لوكالة «فرانس برس». وقال المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن «أربعة قتلى من أبناء قبيلة التبو سقطوا خلال اشتباكات مع قوات درع ليبيا الثلثاء بمقر جامعة مدينة الكفرة بعد مشاجرة بين أبناء هذه القبيلة وأبناء قبيلة الزوية». وأضاف المسؤول أن «الشجار تحول إلى اشتباك مسلح بعد أن قام شابان من قبيلة التبو باستخدام أسلحة نارية اطلقوا منها النار باتجاه من تشاجروا معهم في الجامعة أمام مرأى ومسمع أفراد القوة المكلفين بحراسة الجامعة». وتابع أن «إطلاق الرصاص باتجاه الجامعة جعل اعضاء من قوات درع ليبيا يتعاملون مع الموقف وردوا بإطلاق النار على المهاجمين للحيلولة دون وقوع إصابات في صفوف الطلاب داخل الحرم الجامعي». وأشار المصدر إلى أن «مدينة الكفرة يسودها الآن هدوء حذر»، موضحاً أن «هناك جهوداً حثيثة من قبل رئيس المجلس المحلي وآمر المنطقة العسكرية ووجهاء المدينة وأعيانها لاحتواء الموقف ومنع تفاقمه». وقال إن «رئيس المجلس المحلي للمدينة محمد بوسدينة طلب من رئيس الجامعة، وهي تقع بإحدى مناطق قبائل التبو، ايقاف الدراسة لمدة يومين إلى حين معالجة الأوضاع في المدينة». وأكد أن «النيابة العامة باشرت إجراءاتها وبدأت التحقيق في الموضوع». من جهة اخرى، قال أحد أعيان قبيلة التبو إن «أعيان القبيلة يحاولون السيطرة على ابنائها كي لا يقوموا بأي افعال انتقامية بسبب الحادثة». وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه: «نحن نريد جيشاً نظامياً ليقوم على الأمن في مدينة الكفرة ولا نريد مجموعة من الثوار المدنيين الذي ليست لديهم عقيدة عسكرية». وقوات درع ليبيا تكونت من ثوار مدنيين بعد سقوط حكم العقيد معمر القذافي بعد ثورة 17 شباط (فبراير) 2011. وكلف الجيش جزءاً من هذه القوة بعد ضمها إليه بتأمين مدينة الكفرة التي شهدت حرباً أهلية بين قبيلتي الزوية والتبو على فترات متعاقبة بعد الثورة. وقال المصدر: «نحن لا نشكك في نزاهة مجموعة الحماية بمدينة الكفرة إلا أنهم لا يقومون بدورهم على النحو المطلوب ويرتكبون العديد من الأخطاء». وأضاف أن «أعيان قبيلة التبو بالمدينة رفضوا الحوار مع لجنة للمصالحة من قبيلة الزوية وأوقفوا التعامل مع الجهات الامنية ومجموعة الحماية المكلفة بتأمين المدينة حتى يتم تفعيل دور الجيش النظامي في المدينة».