تطل ماجدة الرومي للمرة الثانية مساء اليوم على عشاق فنها في الدوحة، بعدما كانت شاركت بعمل مع نجم الأوبرا خوسيه كايراس لمناسبة دورة الألعاب الآسيوية العام 2006. وستغني هذه المرة على المسرح المكشوف في الحي الثقافي (كتارا)، وهو معلم حديث يسعى لإثراء الفنون ودعم الإبداع، لكن حضورها الحالي اتسم بإطلاق مواقف إنسانية عن أحداث الساعة في دول عربية، ووجهت رسالة إلى العرب قائلة «تعلموا مما جرى في العراق ولبنان»، واعتبرت أن «ما تسمونه أنتم ربيعاً أسميه مخاضاً». وقالت رداً على سؤال ل» الحياة»، خلال لقاء مع صحافيين: «أنا من حزب الناس، مع المحرومين والفقراء والناس الذين يبكون ولا يسمعهم أحد، أريد أن أكون صوت الموجوعين الجامع في العالم العربي، أريده صوتاً للحب، الذي ينادي بالحوار والتروي والوفاق، ليعيش الناس بسلام». تكلمت ماجدة بوجع دفين وصوت حزين عن الوضع السوري وانعكاساته على لبنان، وقالت: «مجالي الإنسان من لبنان إلى سورية ومصر وليبيا وتونس، وكل موقع شهد أحداثاً، يهمني في هذه القضية الإنسان المتألم الذي ينزف، لا أقول ذلك لأنه ليس لي موقف، لي رأي واضح، لكن أرى اليوم لو أننا كلنا نتكلم في السياسة لن تبقى هناك أصوات تنادي بالتروي والحوار والوفاق ووحدة الصف، أحس أن العالم العربي فيه شراسة، عنف. هذا يرعبني، لا أتمنى تجربة حرب لبنان لأي إنسان». وأضافت: «أرى مصر متألمة، وتونس مضطربة... وأرى الدم من حولي. لا يمكنك أن تتخيل ما يعتريني، أحس أنني أريد أن أضم كل الموجوعين إلى قلبي، وأقول تعلموا مما جرى في العراق ولبنان». ودعت الجميع إلى «التعالي فوق الخلافات»، وذكرتهم ب «مشاهد سيدات كن يحملن أطفالهن أثناء الحرب اللبنانية ويهربن، ومشردين لا يعرفون أين ينامون، وأولاد يموتون». ورداً على سؤال قالت ماجدة الرومي: «ما تسمونه انتم ربيعاً أسميه أنا مخاضاً، مع احترامي الأكيد لإرادة الشعوب أينما كانت. حرب لبنان علمتني أن أتريث في التعامل مع الأحداث». وتساءلت: «هل لبنان من 1975 إلى 2013 احسن حالاً، هل هو في سلام؟ هل هو بعد كل الشهداء نراه بالسيادة التي نتمناها له، والوفاق الذي نريده، وراحة بال الشعب الذي يستحق ذلك، بعد كل التضحيات والعذابات؟ أقل ما يقال أن نعيش في وطن حر مستقل، ورأيي أن لبنان لا يزال يجاهد، أتمنى السلام للشرق العربي، وأن يصل الكل إلى بر الأمان... أتمنى أن يصل هذا المخاض إلى نهار أفضل». ورأت ماجدة الرومي أن «الأغنية الخليجية تطورت، ومستقبلها كبير، وإيقاعاتها مركبة. ولو أضيفت إلى هذه الإيقاعات بصماتنا نحن القادمين من مواقع أخرى، وصار هذا الزواج بين تلك الأركان وطريقتنا سيعطي ذلك جديداً ناجحاً بالتأكيد. عندهم (الخليجيون) غناء يمكن البناء في شأنه للمستقبل، للمساهمة في تقرير هوية الأغنية العربية». ودعت الدول العربية إلى «رعاية الأصوات الجديدة» كي تكون هناك «مشاريع لعبد الحليم الثاني أو لعبد الوهاب الجديد أو سيد درويش وأم كلثوم». وأكدت أن أحب الأغنيات العربية إلى قلبها أغنية «رسالة من تحت الماء» لعبد الحليم حافظ.