تنتشر الكثير من القصص والحكايات ذات الطابع المأسوي والإجرامي، مثل قضايا القتل أو بيع المخدرات، إضافة إلى عصابات التسول، الفقر، والعشوائية، في أحياء جنوبجدة، وخصوصاً حيي غليل والكرنتينا المتجاورين، إذ أسهمت عشوائية الحيين وقصور الخدمة المقدمة لهما أسوة بأحياء جدة الأخرى إلى انتشار أسطورة الجريمة المتداولة بين الناس. في أقصى الجنوب الغربي من مدينة جدة يقع حيّا الكرنتينا وغليل غرب طريق الميناء المؤدي جنوباً إلى مكةالمكرمة، يحدهما شمالاً حي المحجر وجنوباً شارع زينل، ومن جهة الغرب حراج الصواريخ، وتختفي معالم المدنية داخل الحواري القديمة المكونة من بيوت متهالكة وطرق ضيقة غارقة في وحل الصرف الصحي، وأطفال صنعوا من تلك الطرقات ملعباً لكرة القدم. ويشهد الحيان كثافة عالية من العمالة الأفريقية التي تتخلل شوارع غليل والكرنتينا التجارية، ما تتسبب في صعوبة الدخول إلى بعض الحواري نتيجة الخصوصية المفروضة، التي من الممكن أن تتسبب في إضرار للزائر المتطفل المقبل بغير غرض الزيارة المنسق لها مسبقاً. ويؤكد عمدة حي غليل الغربي علي الغامدي في حديثه إلى «الحياة» أن الحي يعاني من مشكلات عدة وكبيرة ،ولعل أبرزها كثرة وجود مخالفي أنظمة الإقامة المنتشرين بالحي، مقدراً نسبتهم من إجمالي السكان بما يقارب ال 40 في المئة، ما تشكل هذه النسبة في رأيه خطراً كبيراً على قاطني الحي، مؤكداً أن التستر في تأجير المخالفين يساعدهم على السكن في تلك الأحياء. وأوضح أن الأحياء الجنوبية تشتكي من سوء البنية التحتية المتمثلة في قلة الإنارة بالشوارع والتي تكاد تكون معدومة، وحاجة الحي للصرف الصحي، إذ إن العديد من المنازل تشترك في الصرف الصحي، وضيق الشوارع الذي لا يتسنى للسيارات الوصول إلى كثير من المربعات السكنية كونها أحياء عشوائية، إضافة إلى أن غالبية الخدمات ليست كاملة. وقال إنه خاطب الجهات المختصة، إلا أنه لم يحدث أي تجاوب مع خطاباته، مبيناً أن الجرائم في الحي لا تتعدى تجارة المخدرات ومخالفي الإقامة، ومن يدخل في الحواري الضيقة الخاصة، يسبب لنفسه مشكلات ولا يوجد أناس يعتدون على أحد. وأضاف: «غياب عمال النظافة يشكل تهديداً صحياً كبيراً على الأهالي، إذ تتراكم المخلفات والنفايات بكثرة ما يسبب الأمراض وخلق أجواء غير صحية للأهالي»، موضحاً أن إجمالي عدد قاطني حي غليل بحسب إحصاء عُمل قبل 10 سنوات يبلغ 60 ألف قاطن، منوهاً بأن أعداد القاطنين تضاعفت خلال العشر سنوات الماضية. وأشار الغامدي إلى أن غالبية سكان غليل من ذوي الدخل الضعيف، إذ يتراوح دخلهم ما بين 2000 و2800 ريال، ويبلغ معدل إيجارات المنازل رغم تهالكها 800 إلى 1000 ريال شهرياً، منوهاً بعدم توافر منازل للإيجار في الفترة الحالية نظراً إلى كثافة السكان. ويرى أحد قاطني حي الكرنتينا وموظف في القطاع الخاص إبراهيم المجرشي في حديثه إلى «الحياة» أن أبرز المشكلات التي يعانون منها في الكرنتينا مشكلة الصرف الصحي، ما دفع بساكني الحي إلى جلب سيارة للصرف الصحي على حسابهم الخاص والتي تصل كلفتها إلى 80 ريالاً أسبوعياً، إضافة إلى سوء النظافة وإهمال الطرق. أما المواطن جمعان الضامري القاطن بحي غليل فأوضح في حديثه إلى «الحياة» أنه يعاني من تكدس النفايات أمام منزله، إذ يضطر إلى أن يستعين بعمالة أفريقية لتنظيف الشارع أمام منزله، مرجعاً السبب إلى غياب عمال النظافة الذين يتغيبون أياماً طويلة، إضافة إلى وجود الفئران في الأحياء بكثرة مخيفة، مشيراً إلى دخول الشاحنات والسيارات الكبيرة الحي بسبب اختناق طريق الميناء السريع المؤدي إلى مكة.