وجه القيادي الإسلامي الجزائري عبدالرزاق مقري انتقادات حادة لتصريحات حول الدستور العتيد، ادلى بها عمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني. واعتبر مقري ان تصريحات سعداني تعكس «محاولات السلطة لإنقاذ المشاورات حول الدستور من الفشل»، وذلك رداً على تلميح سعداني بامكان اجراء مشاورات جديدة. وكتب مقري رئيس «حركة مجتمع السلم» في صفحته الرسمية على «فايسبوك»: «عجيب كيف تصل السياسة إلى هذا المستوى من التدليس، هم رفضوا أن يطبقوا القوانين الحالية التي تسمح للمعارضة بأن تكون لها عضوية في مكتب المجلس الشعبي الوطني، ويتحدثون عن المستقبل». وأضاف: «هم رفضوا مشروع القانون الذي عرضته ممثلة حركة مجتمع السلم في تكتل الجزائر الخضراء والذي يحرر المجتمع المدني من سيطرة الحكومة، ثم يقولون هذا الكلام». وذلك في سياق رد منه على كلام سعداني الامين العام لحزب الغالبية، عن احتمال الذهاب الى جولة ثانية من المشاورات حول تعديل الدستور. وأثارت تصريحات سعداني، تكهنات بأن الرئاسة قد تلجأ الى جولة جديدة من المشاورات حول الدستور الذي سيعرض على البرلمان قبل نهاية هذا العام. ورأى مقري أن السلطة وقعت في فخ بإعلانها ان المعارضة حصلت على حقها في هياكل المجلس، ما «زاد في تعرية حقيقة فكرهم وذهنيتهم وسياساتهم، فهم يبررون، لا لشيء إلا لإنقاذ مشروع المشاورات الفاشل في نصه وفي سياقه وفي الاستجابة له». وكان سعداني دعا المعارضة الى المشاركة في المشاورات حول الدستور، «لأن مسودة تعديله، تعطي المعارضة مكانة متميزة». ويأتي السجال في سياق تصعيد من المعارضة في فترة يغيب فيها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة عن الظهور الرسمي. وأعلنت «هيئة التشاور والمتابعة» التي تشكلت عن تنسيقية أحزاب المعارضة والشخصيات المتحالفة معها، عن لقاء لأعضائها يوم الخميس المقبل في مقر علي بن فليس، مرشح الإنتخابات الرئاسية الأخيرة. على صعيد أخر، أعلن الجيش الجزائري أن قواته قتلت مسلحين إثنين يتبعان تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في مرتفعات منطقة جيجل شرق الجزائر (على بعد 300 كلم من العاصمة). وأفاد بيان لوزارة الدفاع أن وحدة من قوات الجيش، قضت على مسلحين خلال عملية تمشيط في بلدة سيدي عبدالعزيز في ولاية جيجل. وأكد البيان أن العملية أتت بعد استغلال معلومات بشأن تحرك مسلحين في المنطقة. وصادرت قوات الجيش بندقيتين وكمية من الذخيرة كانت في حوزة المسلحين. وارتفع عدد المسلحين الذين قضت عليهم قوات الجيش في غضون يومين إلى ستة، بعد قتل ثلاثة مسلحين يوم الجمعة الماضي، في منطقة البرمة الحدودية في ولاية ورقلة جنوبالجزائر حيث اعتقلت أربعة آخرين.