أبدع الزملاء في القسم الرياضي بهذه الصحيفة الوثابة عبر الكابتن «عادل العيسى»، والكوتش «منصور الجبرتي» عندما وصفوا «بطولة الخليج» بعنوان معبر وجاذب على صدر الصفحة الأولى: «خليجي 21: منتخبات عاجزة تبحث عن بريق كأس». نعم هي بالفعل كذلك، فجميع المنتخبات الثمانية المشاركة في البطولة باتت تقبع في مراتب متأخرة في تصنيف «فيفا»، وستة منها خرجت من الأدوار الأولى لتصفيات كأس العالم من دون منافسة تذكر وبقي منتخبان حظوظهما في التأهل صعبة. وللأسف أن جميع المنتخبات المشاركة في البطولة عبر نسختها ال21 غابت عن منصات التتويج القارية والمحافل الدولية في السنوات الأخيرة، وباتت لها هذه البطولة بمثابة ترضية لجماهيرها المغلوب على أمرها، التي أُجبرت هذا العام على العودة لمشاهدة هذه البطولة بعد أن غابت عنها لسنوات على أمل بأن تقتنص لحظات من الفرح والبهجة «الغائبة»! وبطولة الخليج التي بدأت قبل أكثر من 40 عاماً لفكرة أطلقها الأمير خالد الفيصل الذي كُرم بوسام الشيخ عيسى آل خليفة في افتتاح «خليجي 21»، ومن ثم تبنى الفكرة قادة الخليج في إطار سعيهم نحو «تعاون» مشترك لدول الخليج، ربما يتحول في مرحلة مقبلة نحو «اتحاد كونفيدرالي» على غرار «الاتحاد الأوروبي». ومنذ البداية اتضح أن هدف بطولة الخليج سياسي اجتماعي من الدرجة الأولى، ولكن هذه البطولة غير المعترف بها من اتحاد «فيفا» أخذت على عاتقها تجهيز المنتخبات الخليجية لبطولات قارية ومحافل دولية أكثر أهمية، وعندما وصلت منتخبات عدة لهذه المحافل فقدت البطولة الخليجية أهميتها الفنية، ولكن بعد الضعف والإخفاقات التي حدثت أخيراً عادت البطولة لنقطة البداية من حيث أهميتها «التجهيزية» للمنتخبات التي عادت لنقطة البداية «الفنية»، وباتت في حاجة لهذه البطولة التي بات واضحاً أنها اكتسبت مزيداً من البريق هذا العام مقارنة بالبطولات الخمس الماضية التي لم تجد اهتماماً كافياً. وبعيداً عن رأي من يقول إن بطولة الخليج انتهت وأدت ما عليها وأصبح من الواجب تحويلها للفئات السنية أو إلغائها، أرى بأن هذه البطولة باتت الحاجة اليها ملحة في ظل تدهور مستويات المنتخبات المشاركة بها وحاجة لاعبيها للاحتكاك ودخول أجواء المباريات التنافسية، وأتمنى أن تحرص المنتخبات على المشاركة بأفضل عناصرها. والتجهيز للبطولة بشكل أفضل ولا مانع من إقامتها كل أربعة أعوام بدلاً من كل عامين للاهتمام بتنظيمها بشكل أفضل. إضافة الى وضع جوائز ومكافآت مجزية للفرق الفائزة. ونتمنى أن تحصل هذه البطولة على رضا السيد «بلاتر» ومنظمته «فيفا» التي بات عدم رضاهم عن البطولة غير مبرر بعد اعتمادهم لبطولات إقليمية وجغرافية عدة. أخيراً نقول لمن يطالبون بإلغاء بطولة الخليج: كونوا واقعيين وأفرحوا وصفقوا وشجعوا فرقكم بحماس واحرصوا على الفوز بالكأس وتغنوا بلاعبيكم، فلا مجال لديكم حالياً لبطولات أخرى، والشكوى إلى الله. [email protected] hishamkaaki@