رداً على موضوع «اليوسف» المنشور في «الحياة»، العدد 16922، بتاريخ 3 أغسطس (آب) 2009، بعنوان: «توقيت الحلقة الفلسفية «مشبوه»... و«تتعالى» على الفلسفة الإسلامية»، بقلم عبدالواحد الأنصاري. نشرت «الحياة» منذ أكثر من أسبوع موضوعاً عن الجمعية الفلسفية في النادي الأدبي في الرياض على صفحة «آداب وفنون» ظهرت فيه أقوال وآراء، ذكر محرر الموضوع عبدالواحد الأنصاري أنني تحدثت بها، كما ورد فيه مبالغات وتفسيرات وأقوال غير صحيحة، ومع اعتبار حفظ الحقوق الأدبية والمعنوية والقانونية للأطراف كافة، أود التعليق والتصحيح كما يأتي: – لقد جهز الكاتب الموضوع عن الجمعية مسبقاً، ولا أدري كيف وصلت إليه كل هذه التفصيلات عن اجتماعين وحيدين حضرتهما وهو لم يحضرهما معي، ما يعني أنه حصل على المعلومات من جهة مستفيدة من إثارة الموضوع. – وبناءً عليه من السابق لأوانه الاعتراض أو الانتقاد أو الحكم على الجمعية أو اعضائها، وفي اتصال المحرر معي تلفونياً لم استعمل هذه العبارات مطلقاً، وأن الذي حدث أنه اتصل بي قائلاً إنه يريد التأكد من معلومات تتعلق بحضوري هذين الاجتماعين، وذكر معلومات فأجبت إلى حد ما وانتهى الاتصال. – إن كل ما جرى من أحاديث في الاجتماعين، إنما كان ضمن آراء طُرحت للتداول الآني، وقد طرحت اقتراحاتي، كما طرح آخرون اقتراحاتهم، وانتهت تلك الطروحات في حينها، قُبِل منها ما قُبِل ورُد منها ما رُد بكل ود، ولم أكن أتوقع أن تعاد إثارتها بعد أشهر، بقصد المساءلة أو التشهير بأحد، أو للاستهلاك الصحافي، ولقد حضرت ندوات ومنتديات بالعشرات في مدينة الرياض – واسمي معروف في كثير منها – وكنت مع غيري نطرح الأسئلة، ونتلقى الأجوبة بموضوعية وتجرد – خصوصاً ونحن نعيش عهد الاعلاء من قيمة الحوار الوطني – بقصد الوصول إلى المعلومة أو الرأي أو الاجراء الصائب، وليس مألوفاً الاشارة إلى اجتماع أو محاضرة سابقة بطريقة سلبية. – لم أنصب نفسي يوماً من المدافعين عن الفلسفة الإسلامية، كما أنه ليس لي أن أواصل الربط بين الفلسفة والبحث العلمي، فهي مربوطة منذ الأزل، وكما هو معلوم فإن معظم درجات الدكتوراه الممنوحة في العالم المعاصر إنما هي دكتوراه الفلسفة في موضوع كذا. – أما قول المحرر إنني أزمع «دفع بعض الدعاوى التي أثارها أناس كالأستاذ راشد المبارك، الذي وصف المسلمين بأنهم أصحاب علم كلام وليس لهم دور في الفلسفة»، فهذه من مزاعم المحرر، والقصد منها الايقاع بيني وبين استاذي المهيب، فالأستاذ الدكتور راشد المبارك ليس «أناساً»، إنه الإنسان العَلَم، الذي يشرف الوطن والعرب بقامته السامقة في البحث العلمي، وإنني ومنذ أكثر من عشر سنوات أحضر ندوة الأحد في منزله العامر، خصوصاً حين يستهل موسم الندوة أو يختمه بمحاضرة عن تهافت الفلاسفة، فله فضل كبير في تصحيح كثير من المفاهيم والأفكار المشوشة عن الفلسفة، وقد ألقى الأستاذ الدكتور راشد المبارك محاضرة في النادي الأدبي في موسم العام الماضي وقدمت له أسئلة وأجاب عنها، ومن النادر أن يقدم اقتراحاً لمناقشة أو دفع موضوع انتهى وقته، وبالتالي فإن هذا الاقتراح لم يُقدم مني البتة. – أما المثقفون الذين يشير إليهم المحرر، فلا أدري ما الذي يهمهم من أمري، وماذا جرى بيني أنا «العضو الضيف» وبين الجمعية؟ ومن هم هؤلاء المثقفون؟ – ثم ما العلاقة بين عبارة «عدم رغبة الحلقة الفلسفية في استقطاب الأكاديميين والمخالفين لها في التوجه الموضوعي والمهتمين بالطرح الابستمولوجي»، وعبارة و«لهذا لاحظت أنهم يأتون في الوقت الضيق بين المغرب والعشاء»؟ – أما العبارة غير الصحيحة بالمطلق فهي القول إنني «أطالب في الصحف بتدريس الفلسفة»، إنني أيها المحرر العزيز «سامحك الله» لم أنشر في الصحف سطراً واحداً عن هذا الموضوع. – وفي الختام أود من الأخ المحرر أن يتوخى الحذر، فإن طريق الزلل محفوف بالنيات الطيبة.