على رغم غيابه الشخصي عن مواقع التواصل الاجتماعي كافة، وتأكيده المستمر بأن كل الصفحات التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي حاملة اسمه، لا علاقة له بها من قريب أو من بعيد. إلا أن الإعلامي المصري المثير للجدل الدكتور توفيق عكاشة، لا يقتصر وجوده الغزير في مواقع التواصل الاجتماعي، على عشرات الصفحات التي تنتحل شخصيته فقط، إذ يعتبر عكاشة أيضاً، مادة خصبة للتداول في مواقع التواصل، خصوصاً موقعي «فيسبوك» و»تويتر». وبينما يفضل معارضو ما يطرحه الدكتور توفيق عكاشة في قناته الفراعين، التي تم إيقاف بثها بسبب تراكم مستحقات مالية لم تتمكن من أدائها، استخدام التهكم والسخرية في نقدهم، وعدم التردد أحياناً في قذفه وسبه إن لم تشفِ السخرية غليلهم. إلا أن المعجبين بعكاشة، والذين يؤمنون بأن إيقاف بث قناته، تم بقرار سياسي، لا يترددون بدورهم في قذف وسب كل من يتهم عكاشة بالغباء السياسي، أو يصفه بالمتلون. إضافة إلى إغراق كل من «الفيسبوك» و»تويتر» بالاجتهادات الشخصية، في سرد بطولات يصعب التأكد من صحتها، ونسبها إلى الدكتور عكاشة، وتأليف النكت والرسومات الساخرة، والتي يكون عكاشة بطلها أيضاً، يتداول نشطاء «فيسبوك» الآلاف من مقولاته الشهيرة، بدرجات متفاوتة من السخرية، بدءاً من تحديه لإلمام البرادعي باستراتيجية «تزغيط البط»، مروراً بتوقعه لوقوع حدث مهم خلال العام الحالي بتاريخ «13-13-2013»، ووصولاً إلى نصائحه للإسرائيليين وهوسه ب»الماسونية». واستطاع منتحلو شخصية الدكتور توفيق عكاشة في مواقع التواصل الاجتماعي، حشد آلاف المتابعين والمعجبين، في الوقت الذي تحظى التغريدات والملاحظات التي تتناوله سلباً أو إيجاباً بعدد من إعادة التغريد، وتسجيلات الإعجاب، والتعليقات أيضاً، في ما تحقق المقاطع المرئية التي تحمل اسم الدكتور توفيق عكاشة في «يوتيوب» أعداد مشاهدات كبيرة. وعلى رغم سخريته المتكررة من «بتوع الإنترنت»، إلا أن الدكتور توفيق عكاشة، لم يجد غير الإنترنت، منبراً للتواصل مع جمهوره، بعد إغلاق قناته، إذ قام بتسجيل حلقة من برنامجه الشهير «مصر اليوم»، وبثها على حساب قناة الفراعين في «يوتيوب»، إلا أن جمهور عكاشة الذي اعتاد أن يستمر الإعلامي الأشهر من نوعه في مصر والعالم العربي، لساعات طوال في قناته، منظراً ومحللاً للشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية، المحلية منها والدولية، ومخاطباً جمهوره بلغة البسطاء، لم تشفِ غليله تلك الحلقة التي استمرت نحو ساعة واحدة، وجاهر معلقون بمعارضتهم لأفكاره وأطروحاته، إلا أنهم عبروا عن اشتياقهم لإطلالته في قناة الفراعين. وفيما اقترح البعض القيام بحملات تبرع، لتمكين الدكتور توفيق عكاشة من سداد مديونيات قناته، بعد أن أعرب عن استعداده لبيعها، لعدم قدرته على سداد ديونها، اكتفى آخرون بالتعبير عن حزنهم لتوقف القناة وحرمانهم من برنامج «مصر اليوم»، والذي كان متنفساً لهم في ظل الأزمات المختلفة التي تعيشها مصر. وأنقذت إطلالة الدكتور توفيق عكاشة في برنامج «مصر اليوم» من خلال قنوات فضائية أخرى، من يسميهم ب»بتوع الإنترنت»، من العودة إلى الأرشيف للبحث عن أقوال جديدة لتداولها، إذ لم تخلو أي من حلقاته الجديدة من مجموعة «مقولات» ومقاطع، مكّنت المترصدين والمتابعين له، من تجديد تغريداتهم وملاحظاتهم الخاصة بالدكتور توفيق عكاشة، والذي يبدو أنه يدرك تماماً أن معظم حكمه وأقواله، ستصبح حديثاً لمجتمع التواصل الاجتماعي، وهو الأمر الذي دفعه إلى تنبيه «بتوع الإنترنت» بضرورة تسجيل ما قاله وتداوله بما شاؤوا من سخرية وتهكم، مضيفاً أنه سيغضب إن لم يفعلوا. يذكر أن وسائل إعلام أميركية وأوروبية، تحدثت عن الدكتور توفيق عكاشة، ووصفته بالإعلامي الأكثر شهرة في العالم العربي، على رغم غرابة ما يطرحه، وتحديه للمنطق أحياناً، فيما تناوله برنامج تلفزيوني أميركي ساخر ضمن إحدى حلقاته. ويؤكد الدكتور توفيق عكاشة، أن عدد مشاهدي برنامجه «مصر اليوم» في مصر والعالم العربي، يصل إلى نحو 150 مليون مشاهد.