يحن العراق والسعودية الى لقب دورة كأس الخليج لكرة القدم، وكل منهما ذاق طعم التتويج ثلاث مرات، واوقعتهما القرعة معاً في مواجهة نارية اليوم (الاحد) في افتتاح مبارياتهما ضمن منافسات المجموعة الثانية ل«خليجي 21» التي تستضيفها البحرين حتى 18 الجاري. تجمع المباراة الاولى في المجموعة الكويت حاملة اللقب مع اليمن. وفي حين ان منتخب العراق كان نداً قوياً لمنتخب الكويت على الالقاب في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، فان منتخب السعودية تأخر لاحراز لقبه الاول الذي تحقق عام 1994. التحق المنتخب العراقي بدورات كأس الخليج في النسخة الرابعة، ولم ينتظر طويلاً حتى احرز اللقب وتحديداً في الدورة التالية مباشرة التي احتضنها عام 1979، اتبعه بلقب ثان في الدورة السابعة في عمان عام 1984، وبثالث في النسخة التاسعة في السعودية عام 1988.لم تكن مشاركة منتخب العراق في البطولة منتظمة لاسباب كثيرة، فانسحب من الدورة السادسة في الامارات عام 1982 بقرار سياسي، ومن الدورة العاشرة في الكويت عام 1990 بسبب طرد مدافعه عدنان درجال. ليس هذا وحسب، بل ان غزو العراق للكويت عام 1990 تسبب بابعاد منتخبه عن البطولة ست دورات، فلم يعد الا في النسخة ال17 في قطر اواخر 2004 واوائل 2005، وواظب من حينها على المشاركة لكنه لم يتمكن من استعادة امجاده او حتى الوصول الى المباراة النهائية. اما المنتخب السعودي، صاحب الصولات والجولات بالتأهل الى نهائيات كأس العالم 4 مرات بين عامي 1994 و2006، فانه توج باللقب الخليجي ثلاث مرات، في الدورة ال12 في الامارات عام 1994، وال15 على ارضه في 2002، وال16 في الكويت عام 2003.التقى المنتخبان ست مرات في دورات الخليج حتى الان، ويتفوق المنتخب العراقي بأربعة انتصارات في مقابل اثنين لنظيره السعودي. وتعود المرة الاخيرة التي تواجه فيها المنتخبان العراقي والسعودي الى عام 2007 في ابوظبي حين فاز الاخير 1-صفر، اذ انهما لم يلتقيا في النسختين الماضيتين. وكان للمنتخبين حضور مؤثر في الدورة الاخيرة في عدن اواخر 2010، بعد تأهلهما الى الدور نصف النهائي إذ توقف مشوار المنتخب العراقي بخروجه امام نظيره الكويتي 1-5 بركلات الترجيح اثر تعادلهما في الوقت الاصلي والاضافي 2-2، في حين بلغ المنتخب السعودي المباراة النهائية قبل ان يخسر امام نظيره الكويتي صفر-1 بعد التمديد. وفي الدور الاول، تعادل العراق مع الامارات وعمان صفر-صفر وفاز على البحرين 3-2، وفازت السعودية على اليمن 4-صفر وتعادلت مع الكويت صفر-صفر وقطر 1-1. وكان «الاخضر» على وشك احراز اللقب الرابع في النسخة ال19 في مسقط حين وصل الى المباراة النهائية ايضاً لكنه خسر امام اصحاب الارض صفر-1. ويسعى المنتخب السعودي لتعويض الخروج الباكر من بطولة غرب آسيا في الكويت الشهر الماضي، على رغم خوض البطولة بالمنتخب الرديف، بعدما فضل اتحاد الكرة السعودي الدفع بالمنتخب الاولمبي مع بعض عناصر الخبرة امثال اسامه هوساوي واحمد الفريدي وبدر الخميس. كما ان اللقب الخليجي سيكون خير تعويض له عن خروجه من الدور الثالث للتصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال 2014 في البرازيل، اذ ستكون المرة الثانية على التوالي التي يغيب فيها عن نهائيات كأس العالم.فضل مدرب المنتخب السعودي الهولندي فرانك رايكارد، عدم خوض اية مباراة لفريقه قبل البطولة الخليجية، واكتفى بمعسكر في الدمام بمشاركة 28 لاعباً من بينهم المهاجم المخضرم ياسر القحطاني الذي قرر العدول عن اعتزاله الدولي والمشاركة في «خليجي 21» بناء على رغبة المدرب. اضطر ريكارد الى استدعاء بدر النخلي الذي شارك في معسكر الدمام بدلاً من احمد عسيري الذي تعرض الى اصابة ستبعده ايام عدة. ومن ابرز الاسماء التي يعول عليها المدرب الهولندي فضلاً عن القحطاني، منصور الحربي وتيسير الجاسم وكامل الموسى وسعود كريري واسامة المولد وفهد المولد واحمد عطيف واسامة هوساوي. منتخب السعودية في مرحلة تجديد بعد ان ضم ريكارد العديد من الاسماء الشابة كيحيى الشهري ومصطفى بصاص وسلطان البيشي وسلمان الفرج وابراهيم غالب ومنصور الحربي ومعتز الموسى الذي لم تتجاوز اعمارهم ال24 عاماً. ويقول ريكارد: «الكرة السعودية تمر بمرحلة انتقالية تعتمد على الإحلال والتجديد لتكوين منتخب للمستقبل، وفي الوقت ذاته الاستعداد للمشاركات المقبلة من خلال تحقيق الانسجام بين اللاعبين بالاعتماد على طريقة لعب منظمة تعطي المنتخب السعودي هوية يمكنه من خلالها التنافس بقوة في المستقبل وكذلك إعطاء اللاعبين فرصة لإثبات المستويات التي قدموها مع أنديتهم»، مؤكداً انه «يسعى للاستفادة من دورة الخليج في اكتشاف عناصرة صاعدة»، وشدد على «ثقته في قدرة المنتخب السعودي على المنافسة على لقب البطولة». في المقابل، فان المنتخب العراقي يخوض غمار البطولة الخليجية بعد «خضة» في الجهاز الفني تمثلت بمغادرة المدرب البرازيلي زيكو «بسبب ملابسات مالية مع الاتحاد العراقي ما ادى الى ارتباك البرنامج الاعدادي ليس لبطولة الخليج وانما لمسيرة العراق في تصفيات مونديال البرازيل 2014. كما ان زيكو كان بدأ ثورة التغيير الجذري المفاجئ والسريع في منتخب «اسود الرافدين» استبعد على اثرها العديد من النجوم المعروفين كيونس محمود ونشأت اكرم وهوار محمد. اسند الاتحاد العراقي المهمة الى مدرب منتخب الشباب حكيم شاكر فقاده في بطولة غرب اسيا في الكويت إذ وصل الى المباراة النهائية قبل ان يخسر امام نظيره السوري بركلات الترجيح بعد تعادلهما في الوقتين الاصلي والاضافي 1-1. وفي الدور الاول، كان العراق فاز على الاردن 1-صفر ثم تعادل امام سورية 1-1، وفي نصف النهائي تغلب على عمان 2-صفر. وبات حكيم شاكر المدرب العراقي الخامس الذي يقود منتخب بلاده في كأس الخليج بعد الراحل عمو بابا (قاده الى القابه الثلاثة في 79 و84 و1988) وانور جسام (خليجي 10) وعدنان حمد (خليجي 17) واكرم سلمان (خليجي 18). اعاد شاكر عدداً من النجوم الى التشكيلة كنشأت اكرم ويونس محمود وقصي منير وباسم عباس ومهدي كريم وكرار جاسم وهوار ملا محمد.