شأنها شأن مباراة السعودية والإمارات، تخطف المواجهة الساخنة بين الكويت حاملة الرقم القياسي بتسعة ألقاب والعراق بطل آسيا اليوم، أنظار عشاق ومتابعي "خليجي 20" عندما يلتقي المنتخبان على ملعب 22 مايو في نصف النهائي. وتعود القمة التقليدية بين "الأزرق" و"أسود الرافدين" بالذكريات إلى أواخر السبعينات والثمانينات، فبعد أن سيطرت الكويت سيطرة تامة على اللقب في الدورات الأربع الأولى بين عامي 1970 و1976، رفع انضمام العراق إلى الدورة، سقف التحدي فأخذ يتبادل الأدوار مع الكويت في عزف ثنائي استمر حتى 1990. التقى المنتخبان في دورات الخليج ست مرات، فاز العراقي ثلاث مرات مقابل مرة للكويت، وتعادلا مرتين، آخرها 1/1 في "خليجي 19" في عمان عام 2009. وكان منتخبا الكويت والعراق أول من مثل عرب آسيا في نهائيات كأس العالم أيضا، ففتحت الكويت الباب في مونديال إسبانيا عام 1982، وحذا العراق حذوها في مونديال مكسيكو عام 1986. وذاق المنتخبان أيضا طعم الفوز بلقب كأس آسيا، الكويت منذ زمن بعيد وتحديدا عام 1980، والعراق في النسخة الأخيرة عام 2007. يطمح كلا المنتخبين إلى بلوغ النهائي، فالمنتخب الكويتي فشل في خمس دورات متتالية بملامسة كأس الخليج رغم صولاته وجولاته فيها قبل ذلك، والمنتخب العراقي خرج من الدور الأول في الدورات الثلاث الماضية التي شارك فيها بعد عودته إلى الدورة. "الأزرق" بات الآن في وضعية أفضل تحفزه لاستعادة اللقب، فأظهر حاليا أنه من أكثر المنتخبات الخليجية ثباتا في المستوى، ويعيش فترة استقرار فني بإشراف المدرب الصربي جوران توفاريتش، ويحظى بعدد من اللاعبين الجيدين الذين خطفوا الأنظار في الدورة كبدر المطوع ومساعد ندا وجراح العتيقي والحارس نواف الخالدي، وأبرز مواهب "خليجي 20" حتى الآن المهاجم فهد العنزي الذي يتردد أنه تلقى عروضا بالجملة أحدها من بارتيزان بلجراد. وتصدر "الأزرق" المجموعة الأولى برصيد سبع نقاط بفوزه على قطر 1/صفر واليمن 3/صفر وتعادله مع السعودية صفر/صفر. من جهته، يسعى منتخب العراق إلى إحراز اللقب الرابع في تاريخه الذي سيمنحه دفعة معنوية كبيرة قبل بدء مهمة الدفاع عن لقبه بطلا لآسيا، خصوصا أن غالبية عناصره المشاركة في الدورة، ساهمت في الإنجاز الآسيوي وفي مقدمتهم يونس محمود ونشأت أكرم وهوار ملا محمد ومهدي كريم وعلاء الزهرة وصالح سدير. وكان منتخب العراق حل ثانيا في المجموعة الثانية برصيد خمس نقاط من تعادلين مع الإمارات وعمان صفر/صفر وفوز على البحرين 3 /2. ويطمح الألماني فولفجانج سيدكا مدرب العراق إلى تحقيق إنجاز "يكون بمثابة جرعة معنوية للاعبيه للدفاع عن اللقب الآسيوي"، وشدد "على جاهزية لاعبيه لمواجهة الكويت رغم أن المنتخب لم يقنع بنتائجه في الدورة حتى الآن. وبدا سيدكا واثقا من الفوز باللقب مؤكدا "تخلصنا من ضغوط الدور الأول وتحرر لاعبونا من العبء النفسي ونستطيع تخطي عقبة الكويت ومن ثم الزحف نحو اللقب".