أكد وزير ادارة الاراضي في افريقيا الوسطى جوزوي بينوا ان متمردي «ائتلاف سيليكا» الذي بدأ هجوماً في 10 كانون الاول (ديسمبر) الماضي ويطالب برحيل الرئيس فرنسوا بوزيزي، سيطر على مدينتين اضافيتين وسط البلاد ليل الجمعة - السبت. وقال بينوا: «استولى المتمردون على مدينتي الينداو وكوانغو قرب بمباري (التي تشهد مواجهات ويسيطر عليها المتمردون)، ما يثبت ميلهم الى شن حرب حتى قبل عقد مفاوضات معهم» مقررة في ليبرفيل الثلثاء برعاية المجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا (ايكاس)». ويشكل الهجومان الجديدان على الأرجح محاولة من «ائتلاف سيليكا» لإثبات قوته، نظراً الى ضعف الأهمية الاستراتيجية للمدينتين البعيدتين من بانغي، ما يعني عدم تهديدها عملياً. وتبعد الينداو التي تضم بين 40 الى 50 الف نسمة نحو 100 كلم من جنوب شرقي بمباري، فيما تقع كوانغو الأصغر على مسافة مماثلة جنوبها، لكنها في نهاية طريق يقطعها نهر اوبانغي على الحدود مع جمهورية الكونغو الديموقراطية. وفيما انتقد بينوا «التسامح الكبير الذي يبديه المجتمع الدولي تجاه المتمردين، وعدم استخلاصه العبر من نتائج عدم احترامهم كلمتهم، باعتباره دليلاً واضحاً على عدم جديتهم»، أبدى مجلس الأمن قلقه من تقدم المتمردين في افريقيا الوسطى، مجدداً دعوته للتوصل الى حل للأزمة عبر التفاوض. وحض المجلس على وضع نهاية لهجوم المتمردين الذين «نطالبهم بوقف كل عمليات القتال والانسحاب من المدن التي سيطروا عليها ووقف محاولات تقدمهم»، معتبراً ان الوضع الحالي «لا يمكن حسمه عسكرياً، لذا من الضروري ان تتفاوض حكومة افريقيا الوسطى والمتمردون بحسن نية وبلا شروط». كما أبدى المجلس قلقه من «تقارير عن استهداف الاقليات العرقية، وتنفيذ عمليات اعتقال ونهب، اضافة الى عمليات تجنيد واستخدام اطفال في الصراع العسكري». ورداً على سؤال عن الغموض المحيط باجتماع ليبرفيل، قال السفير الباكستاني لدى الأممالمتحدة مسعود خان الذي يرأس مجلس الأمن هذا الشهر: «كل الاطراف مدعوة بقوة للمشاركة في الاجتماع، والتحضيرات جارية لعقده، والمحادثات مهمة لتخفيف التوتر». وكان رئيس افريقيا الوسطى فرنسوا بوزيزيه اقترح هذه المفاوضات الاسبوع الماضي، حين تقدم المتمردون الى مسافة 160 كيلومتراً من العاصمة بانغي التي تحميها قوة متعددة الجنسيات من دول افريقية مجاورة، تضم خصوصاً وحدات تشادية مدربة على القتال. مضايقات للمسلمين وفي ظل اتهام سلطات افريقيا الوسطى المتمردين بالاعتماد على مقاتلين مسلمين لا يتكلمون لغة البلاد «السانغو»، تحدث مسلمون في العاصمة بانغي التي تحتضن نسبة كبيرة من اجمالي عددهم البالغ 15 في المئة من عدد السكان، عن تعرضهم لمضايقات بسبب ربطهم بالمتمردين. وقتلت قوات الأمن ليل الاثنين - الثلثاء مسلماً بالساطور، ما ادى الى اندلاع اعمال شغب شهدت ضرب مسلمين شرطياً حتى الموت. وقال شاب مسلم يدعى سليمان علي: «التمرد ليس خطأنا، إذ ولدت هنا»، وصرح آخر طلب عدم كشف اسمه: «يوقفوننا اكثر من عشر مرات يومياً على حواجز، ويعاملوننا كأجانب، في حين نريد السلام فقط». وأكد تاجر اكبر سناً: «المتمردون مشكلة بالنسبة الينا، واعمالهم غير جيدة للتجارة والأعمال». واعترف الإمام ساليو ندياي بأن «اشخاصاً قليلين سيئي النية يمكنهم اطلاق اتهامات كيفما اتفق»، لكننا عشنا دائماً بانسجام مع باقي المجموعات». وأضاف ان «المسلمين ليسوا مع المتمردين، ويملكون حضوراً قوياً في الاقتصاد. واذا توقف البلد لن يعاني المسلمون وحدهم، وحين تطلق رصاصة لا تختار بين مسلم وغير مسلم».