أوضح الروائي والقاص خالد اليوسف أن الرواية «تتطلب من الروائي تفرغاً تاماً، ينسيه أي لون كتابي آخر من مقال أو قصة»، لافتاً إلى أن الكتابة الروائية لا تقبل بالشريكة. وعرف الرواية بأنها أحداث متشابكة وأزمنة مختلفة وطبقات متفاوتة وأصوات حوارية متباينة. وأضاف أنه لتشكل شخصية روائية ينبغي أن «تشخصها وأن تحيط علماً ودراية بالأمكنة بزيارتها أو زيارة أشخاص لهم علاقة بها». ولفت إلى أنه سيفاجئ القراء بروايته الجديدة «وحشة نهار» قريباً في معرض الرياض الدولي للكتاب. وأستعرض اليوسف تجربته الأدبية، مساء الثلثاء الماضي في نادي الأحساء الأدبي، متناولاً علاقته بالكتاب، وكيف تسللت إلى مخيلته، في وقت باكر، أصناف الروايات بين عاطفية وتاريخية، وكان يقتنيها وهو في سنٍ صغيرة من سوق الحراج، الذي تباع فيه كثير من الكتب والروايات بأسعار مخفضة، فقرأ لجورج زيدان والمنفلوطي، مشيراً إلى أنها فترة تأسيس عاشها، وهو في المرحلة المتوسطة، ليتنافس مع ابنة الجيران التي أهدت إليه رواية فعوضها بأخرى. ثم تطرق إلى انشغاله بمتابعة الإنتاج الأدبي لكتاب وأدباء المملكة، فكان يكتب ويحلل ويخزن في مكتبته الخاصة. وأشاد بدور يحيى الساعاتي، الذي بذر فيه الاهتمام بتحليل ومتابعة النصوص، وكذلك التخصص في علم «البلوغرافية»، مشيراً إلى أنه قضى معه أربعة أعوام في مجلة «عالم الكتب» التي وصفها ب«مجلة مدرسة»، التي نشر فيها عدد من البيلوغرافيات. وأعرب عن حماسته في إصدار كتابه «الراصد» عام 1410، الذي جعله إحصاءً للقصة السعودية، واعتبره البعض مجازفة كونه طبعه على حسابه الشخصي وبكمية كبيرة، لافتاً إلى أن الكتاب قوبل بإهمال لعقد كامل، «كون الدراسات في المملكة قلما تهتم بالمبدعين السعوديين.. لكن بعد ذلك لقي إقبالاً كبيراً، إذ أصبح الطلاب يبحثون عنه باعتباره المفتاح للمجموعات القصصية والمقالات والندوات وتفاصيل كاملة عن القصة القصيرة». وقال اليوسف إن الفترة التي قضاها في «نادي القصة السعودي» تميزت بالحماسة، إذ أتيح للمتابعين مواكبة الإنتاج المحلي للأدب الخارجي، مشيراً إلى أن النادي يعد الثالث في الوطن العربي بعد مصر وتونس. وتحدث عن محاولات نادي القصة للحاق بمستويات الأندية العربية، فأقام الأمسيات القصصية والمنتديات، وأقيم مركز معلومات جعلت الأديب المتابع على إطلاع على الإنتاج المحلي بكل شمولي. وختم الأمسية بحديث مفصل عن تجربته في تأليف كتاب «أنطلوجيا القصة القصيرة»، الذي حظي باهتمام كبير في الأوساط الثقافية والأكاديمية، لأهميته الثقافية والمرجعية والتاريخية للأدب السعودي، وهو كتاب موجه للمعنيين بالقصة القصيرة والدارسين والباحثين والمعلمين والأكاديمين، ترجم فيه ل 191 كاتب وكاتبة.