أجمعت الأطراف السياسية في مدينة صيدا على التنديد بالإشكال الامني الذي حصل في أحد أحيائها ليل اول من امس، بين عناصر من «التنظيم الشعبي الناصري» وما يعرف ب«سرايا المقاومة» وانتهى الى سقوط قتيل وعدد من الجرحى. وكانت الاتصالات تسارعت لتطويق الامر وعملت القوى الامنية على ملاحقة المشتبه بعلاقتهم بالحادث. وحرص «التنظيم الشعبي الناصري» على وصف الإشتباك المسلح بأنه «ناجم عن خلافات فردية»، فيما جال وفد من «تيار المستقبل» في الجنوب على كل من رئيس فرع مخابرات الجيش الللبناني في الجنوب العميد علي شحرور في ثكنة زغيب العسكرية وقائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد طارق عبدالله في سرايا صيدا الحكومي بحضور آمر مفرزة الاستقصاء في الجنوب الرائد جان غسطين، مستنكراً «وجود فلول مسلحة ولو كانت تحت غطاء سلاح المقاومة». الجيش اللبناني وكانت قيادة الجيش - مديرية التوجيه أصدرت بياناً حول الحادث وفيه انه «مساء (اول من) أمس حصل اطلاق نار بالاسلحة الحربية الخفيفة في محلة حي النجاصة - صيدا، وعلى اثر ذلك توجهت قوة من الجيش الى المكان حيث عثرت على جثة شخص من التابعية الفلسطينية قتل نتيجة اصابته بطلقات نارية عدة، كما عثرت بالقرب منه على سيارة من دون لوحات قانونية وفي داخلها اعتدة عسكرية». واضاف البيان: «بناء على معلومات حول هوية مطلقي النار داهمت وحدات الجيش عدداً من المنازل وسيرت دوريات تفتيش واسعة، وأوقفت خمسة اشخاص من المشتبه بعلاقتهم في الحادث. كما ضبطت احدى السيارات التي تركها سائقها وفر الى جهة مجهولة، وسلم الموقوفون مع المضبوطات الى المراجع المختصة وبوشر التحقيق باشراف القضاء المختص». التنظيم الناصري وأصدر التنظيم الناصري بياناً امس عبّر فيه عن «أسفه وحزنه لسقوط الشاب محمد ضرار ضحية لهذا الاشتباك»، وتمنى «الشفاء العاجل للجرحى». وتوجه ب «الاعتذار من أهالي حي صيدون ومن جميع الذين لحق بهم أي ضرر نتيجة لما حصل»، وأكد أن «الإشكال ليس له أي بعد سياسي على عكس ما حاول بعضهم تصويره». وانتقد «المصطادين بالماء العكر الذين حاولوا تضخيم ما حصل، وإعطاءه أبعاداً سياسية»، مؤكداً أن «التنظيم ثابت في نهجه القومي والوطني المقاوم». واعتبر أن «اجواء التوتر والقلق في لبنان والأحداث الامنية المتنقلة في غير منطقة، إنما هي نتيجة لممارسات الشحن المذهبي والتوتير الأمني التي يعتمدها بعض القوى بهدف تفجير الفتنة المذهبية وجر المقاومة إلى مستنقعها، لإراحة العدو الصهيوني وتعزيز الهيمنة الأميركية». اما «تيار المستقبل» فقال منسقه العام في الجنوب ناصر حمود بعد الجولة على قيادات امنية، ان ما يحصل «لم يعد مقبولاً، صيدا مستهدفة من جهات عدة. ونتمنى على القوى الأمنية والعسكرية التدخل وخصوصا ان كل اسماء المشتركين في الحوادث ان كان من جهة سرايا المقاومة او من جهة التنظيم الناصري معروفون، ونطالب برفع الغطاء عنهم... والأمن في المدينة خط احمر، صيدا لم تعد تتحمل أي خطأ وأي استفزاز او فلتان امني». وأبدى ارتياحه لما سمعه «من القادة الأمنيين عن توقيف متورطين بحادثة الأمس أو من حيث المتابعة، وابلغونا أن هناك اربعة اشخاص اوقفوا وهناك اثنان قيد الملاحقة، وتمنينا متابعة البحث والتحري عمن كان مسؤولاً عما جرى في حي التعمير منذ نحو شهرين وتسبب في مقتل المهندسين لبنان العزي وعلي سمهون». وكان «تيار المستقبل - منسقية صيدا والجنوب» اعتبر في بيان «ان في اشتباكات حزب الله - التنظيم الناصري في نزلة صيدون سقطت كل الأقنعة ومعها كل المحرمات بين الحلفاء ورفاق السلاح اللاشرعي، وكشف زيف وجهة ذاك السلاح اللاشرعي الذي يطلق عليه اصحابه «سلاح مقاومة» وزيف الشعارات التي يطلقها حاملوه». وانتقد «غياب الدولة عن تحمل مسؤولياتها تجاه أمن المواطنين واستقرار مدينة صيدا». واستنكر الرئيس السابق لبلدية صيدا عبدالرحمن البزري ما حصل في صيدا، ورأى في تصريح ان «العبث بأمن المواطنين وتعريض سلامتهم للخطر من أي جهة كانت أمر مدان وموجه ضد المدينة وأهلها ويجب أن لا يسمح به مهما كانت الشعارات والظروف التي تواكبه أو تحتضنه»، شاكراً «للجيش تحركه السريع وتوقيفه عدداً من المسلحين»، وداعياً الى «اعتقال ومحاسبة كل من تسبب في الأحداث الأمنية الحالية والسابقة».