لم يصدق أحد من المصريين ما تناولته بعض الفضائيات من أن هناك تفكيراً في سن قانون يقضي بمشروعية حق الزوج في مضاجعة الزوجة بعد وفاتها بساعات، أو حتى بثوان، فيما أطلق عليه (مضاجعة الوداع)، الزوبعة التي أثارتها إحدى الفضائيات المصرية، وسببت صدمة كبيرة لمتابعي الفضائية الذين لم يكادوا يفيقون من صدمة نائب الأذان في البرلمان، ثم نائب جراحة التجميل، حتى دهمتهم أنباء المشروع الذي لم تتكشف بعد هوية العضو الذي يعتزم التقدم بطلب مناقشته. وكان د. عمرو عبد السميع، الكاتب في صحيفة الأهرام المصرية، ألمح إلى وجود تفكير في شيء من هذا القبيل في أروقة المجلس في مقال له بعنوان (وا إعلاماه! ( جاء فيه "بتنا نسمع في هذه الأيام السعيدة من يتحدث عن ضرورة صدور تشريع يسمح للبنت بالزواج في سن الرابعة عشرة, أو قانون آخر يقر ما سماه البعض (مضاجعة الوداع) التي تسمح للزوج بمواقعة زوجته خلال الساعات الست التي تلي وفاتها!"، الرواية التي تلقفتها الفضائيات من عبدالسميع، وبادرت ببثها على المصريين، لتفاقم صدمتهم في أداء نوابهم الجدد." يرجع أصل فتوى معاشرة الزوجة بعد موتها إلى العالم المغربي عبدالباري الزمزمي الذي قال أخريات العام الماضي (2011) بجواز معاشرة الزوج لزوجته بشتى الأشكال حتى وان كانت ميتة، كما أجاز ممارسة الجنس مع الدمى، لاعتباره أفضل من اللجوء إلى الزنا. الفتوى التي أثارد ردود فعل غاضبة وسط التيارات الإسلامية. وهاجمها عدد من أساتذة الأزهر في مصر، من بينهم الدكتور عبدالخالق شريف أستاذ الدعوة والسيرة الذي رد بأنه "بمجرد وفاة الزوجة وخروج الروح من الجسد انتهت العلاقة الزوجية ولا يبقي إلا العدة والميراث وبالتالي لا يجوز هذا الأمر علاوة أنه أمر بهيمي أقرب إلي فعل الحيوان" وكان الزمزمي قد قال أنه "ليس هناك نص ما في القرآن يمنع الممارسة الجنسية بين الرجل والمرأة، كيفما كان نوعها وشكلها وطريقتها، حتى وإن كانت عن طريق الفم". و بحسب صحيفة "هسبريس" الإلكترونية المغربية قال الزمزمي "إن هناك نصوصًا قرآنية تؤيد هذا الأمر، من بينها الآية القرآنية "نساؤكم حرْث لكم فأْتوا حرْثكم أنَّى شئْتم"، والحرث هنا كناية عن مجامعة الزوج لزوجته". ويجيز الزمزمي ممارسة الجنس مع الدمى و استعمال بعض الوسائل والأدوات من طرف المرأة كما الرجل، ممن تعذر عليهم الزواج، وهو يعتبر ذلك "خيرًا لهم من اللجوء إلى الزنا". وفي هذا الصدد يقول الزمزمي : "يمكن استعمال تلك الأدوات تمامًا، مثل اللجوء إلى العادة السرية في انتظار فرصة الزواج، وهو يعتبر خيرًا بدلا من الإقدام على خطوة الزنا، و توجد في الوقت الحاضر في بعض الدول دمية بلاستيكية، وأعضاء تناسلية ذكورية يمكن استغلالها من طرف المرأة، لكن فقط في حالة تعذر الزواج". بيد أن فتوى الزمزمي الغريبة، اتسعت لأكثر من ذلك، إذ أطلق قبل عامين فتوى تجيز للمرأة الحامل شرب الخمر.