أثارت الكاتبة والصحافية الكويتية دلع المفتي جدلاً عندما انتقدت فتوى "مضاجعة الزوجة الميتة" التي أصدرها مؤخراً شيخ مغربي وأثارت بدورها جدلاً حول مضمونها. وقالت دلع المفتي "بداية أعتذر منكم عن مقدار القرف الذي يمكن أن يسببه لكم هذا المقال، لكن موضوعه من البشاعة والوضاعة ما لا يمكننا تجاهله، حفاظاً على ما تبقى من عقولنا وكرامتنا وإنسانيتنا". وأضافت "لعلكم اطلعتم على ما تناقلته الصحافة الأجنبية والعربية من بعدها، عن قيام النائب السلفي الحاج أحمد بتقديم اقتراح بقانون تبنى فيه فتوى الشيخ المغربي وعضو البرلمان عبدالباري الزمزمي، المسمى شرعاً - كما يعتقد - ب (مضاجعة الوداع) والتي يقول صاحبها إن "الإسلام أباح للزوج مضاجعة زوجته عقب وفاتها بشرط ألا يزيد وقت خروج روحها من جسدها إلى حين انتهاء مضاجعته لها على أكثر من 6 ساعات". وأوضحت "المفتي" أن "نكاح الميت" أو Necrophilia هو مصطلح طبي موجود ومعترف به كحالة انجذاب جنسي للجثث، أو "شذوذ جنسي لإرضاء النفس بإظهار القوة والسيطرة على الجسد العاجز بسبب الموت". وانتقدت بشدة هذه العملية بقولها "للعلم فقط؛ الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يقوم بهذا النشاط، فحتى الحيوانات تستنكف، بل لا تتجرأ حواسها الفطرية على القيام بعملية بهذه الوضاعة وهذا الانحطاط. فأن تكون الحالة موثقة ومعترفاً بها كحالة مرضية شاذة تستوجب العلاج والعقاب فهذا شيء مفهوم، أما أن تخرج بفتوى من رجل دين، ينادي بها، فهذا ما لا يتحمله عقل ولا منطق ولا إنسانية". وتواترت أخبار تفيد بأن البرلمان المصري ناقش هذا الموضوع، مع أنه حتى تاريخه لم يصدر عنه أي تعليق أو نفي رسمي. في حين أفادت تقارير أن عضواً في البرلمان المصري نفى بشكل غير رسمي صحة الخبر. وتساءلت "المفتي" عن أسباب سكوت علماء الدين المسلمين عن هذه الفتوى ووصفتهم بقولها "يبدو أنهم أصيبوا بالصمم، فلا شيخ استنكر ولا عالم دين رفض رغم الضجة الهائلة التي أحدثها هذا النبأ عبر وسائل الاتصال المختلفة. فالفتوى خرجت، ومن رجل دين مغربي قبل أن تصل إلى (البرلمان) المصري". لكن الجواب جاء قبل السؤال حين نشرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أن الخبر بجملته لا يعدو كونه خبرا ملفقا بالكامل تداوله أحد اليذين يسمونهم بالفلول في مصر لإثارة الخوف من الإسلاميين. وتكشف الصحيفة إن قيام بعض وسائل الإعلام بالتقاط أخبار ملفقة والترويج لها دون بذلك جهد للتحقق من صحة صدور هكذا فتوى، هو أحد أسباب الفوضى الإعلامية وفوضى الفتاوى في بعض الدول. ويحذر الكاتب لضرورة عدم تصديق كل شيء في الإنترنت قبل التحقق وهي قاعدة أساسية لمواجهة الإشاعات والفبركات الإعلامية. ويشر الكاتب إلى أن بعض مواقع الإنترنت التي سارعت في نقل الخبر وقعت في سوء اختيارها لأنها تستعجل بأي إثارة ولا تهم صحة الخبر بقدر استجداء المزيد من الزوار للموقع. أول من نشر الموضوع في عمود رأي هو كاتب في صحيفة الأهرام المصرية تعتبره الصحيفة من "الفلول" أي بقايا نظام المخلوع حسني مبارك واسمه عمرو عبد السميع وسارع موقع العربية الإنكليزي بنقله تلته ديلي ميل ومواقع الشبكات الاجتماعية بنقله لينتشر كالنار في الهشيم.