تحظى جزيرة قماح بأوفر الحظ من زيارات أهالي «جازان» عن غيرها من الجزر في أرخبيل فرسان، نظراً لاحتواء شواطئها على الدلافين وأسماك السردين، والتي لا يكاد معظمهم أن يراها سوى في الأفلام الوثائقية والترفيهية التلفزيونية، فمعظم السكان يقصد قماح دون غيرها لمشاهدة الطيور أيضاً، التي تفتح جناحيها للترحيب بالضيوف، فيما يستمتع الزائر مع لحظات الغروب بمشاهدة أسماك السردين الكثيفة تقفز فوق سطح البحر، كما لا يصدق ما تراه عيناه من وجود أسراب الدلافين التي تقفز بمحاذاة المركب الذي يستقله مع أسرته أو أصدقائه، وكأنها تودعهم أو تعمل على حمايتهم حتى وصول مركبهم إلى المرسى. وأوضح ياسر محجب وهو صاحب مركب لنقل السياح في حديث ل«الحياة» أنه يقوم باستقبال السياح من خارج المنطقة، وينهي تسجيلهم من طريق حرس الحدود بعد أن يقوموا بارتداء أدوات السلامة البحرية وسترة النجاة، مضيفاً: «أنطلق بهم لجزر عدة وأقوم بالتعريف بها، وعندما يستقر رأيهم على إحدى الجزر أتوقف بتلك الجزيرة ليستقروا بها حتى الوقت المحدد منهم، إذ أعود لهم في الوقت الذي يطلبون مني العودة فيه من خلال الاتصال»، مؤكداً أن الزوار ممن قاموا بزيارة تلك الجزر ومنها قماح، يعودون وهم عاقدون العزم لزيارتها مرة أخرى نظراً لوجود الخصوصية التامة والراحة والاسترخاء في شواطئها. وتجد شواطئ جزر فرسان الإقبال الكبير في فصل الصيف، خصوصاً من أهالي المنطقة، إذ يتمتعون بشواطئها النقية وأرخبيلها الرائع الذي يتجاوز ال200 جزيرة، فتجد على شواطئ الجزيرة الأم العائلات تتنقل ما بين الحدائق البحرية والرمال الصافية، فيما يشاهد الزائر عشرات المراكب في الاتجاهات كافة تحمل العائلات أو الشباب، كل مركب يتجه لجزيرة اتفقوا على التخييم فيها عطلة الأسبوع للاستمتاع بها. من جهته عد الشاب أحمد الدو التوجه والتنقل فيما بين الجزر رحلة سياحية ممتعة، إذ قرر في عطلة الأسبوع التوجه إلى جزر فرسان، ومنها لجزيرة دمسك للاستمتاع بتلك الجزيرة الحالمة، مبيناً أنه يزور الجزر باستمرار، وينوع رحلاته، إما شبابية مع أصدقائه أو عائلية. وأكد أن لديه أقارب يسكنون جزيرة فرسان، وأن خطط الرحلات تختلف من رحلة لأخرى بحسب الموقع، موضحاً: «تجد مواقع تتناسب مع هواة الاسترخاء وأخذ أوقات من الهدوء خصوصاً في المساء، إذ يتمتع الزائر بالنظر إلى السماء ومشاهدة النجوم، التي ساطعة وتشاهد بوضوح أكثر من أي مواقع أخرى». وأشار إلى أن بعض الجزر شواطئها رائعة للسباحة والغوص، وأماكن تكثر بها الشعاب المرجانية إذ يقضي الزائر وقته بصيد السمك وجمع الحطب لشواء الأسماك التي يصطادها، موضحاً: «الجزر التي زرت شواطئها جميعها بكر وجميلة تفوق الخيال، لن يكتشفها سوى من شاهدها على حقيقتها». من جهته قال الشاب محمد يحيى إنه زار الجزيرة أكثر من مرة، فيما بدأ يكتشف أسرار شواطئ الجزر الأخرى، مضيفاً: «شعرت إنني أحسست بالكثير من المتعة بعدما اكتشفت الشواطئ البكر في جزر قماح، إذ إن شواطئها مفروشة بالرخام والقواقع الرائعة، يقابلها حبات رمال صافية تتسابق السلاحف إليها لوضع بيضها في منظر لم أشاهده مسبقاً سوى من خلال شاشات التلفاز». وأوضح أنه وأصدقاءه قاموا باصطياد قرابة 50 سمكة كانت كافية لأن تكون وجبة عشاء تلك الليلة، مؤكداً أنه عقد العزم أن يعود للصيد والتنزه في الجزر باعتبارها حلماً لم يكن يتوقع أن يجدها بالصورة التي شاهدها عليها.