يتجه كثير من الطلاب المقصرين دراسياً مع قرب حلول الاختبارات النهائية إلى صناعة علاقات حميمية مع زملائهم الطلاب من المتفوقين أو ما يصطلح عليهم ب «الدوافير» بغرض الحصول على الملخصات المهمة للمواد الدراسية، أو دروس خصوصية مصغرة لشرح ما يشكل عليهم من مواضيع، إضافة إلى استقاء أبرز المعلومات التي ركز عليها معلم المادة ويُتوقع أن تكون ضمن أسئلة الاختبار. ويستغرب الطلاب المتفوقون هذه العلاقة المفاجئة التي يحرص عليها زملاؤهم المقصرون في هذا الوقت الحرج من الفصل الدراسي، في حين أن كثيراً من الصفات والطبائع لا تتفق في ما بينهم ما يؤدي إلى زوال هذه العلاقات بانتهاء آخر يوم من الاختبارات. الغريب أن كثيراً من المتفوقين دراسياً يؤكدون تجاوبهم مع زملائهم الذين يطلبون منهم أي خدمة دراسية معللين ذلك بأنه نوع من المراجعة قبل موعد الاختبارات وتثبيت للمعلومة، بينما ينظر إليها المقصرون دراسياً بأنها فرض واجب على المتفوقين في تأدية زكاة علمهم وفهمهم للدروس. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستثمر الطلاب المقصرون قربهم من زملائهم المتفوقين للتأثر بهم أو مضاعفة الجهد في الأعوام المقبلة بقصد التفوق أو الحصول على درجات مرضية من غير الحاجة إلى زملائهم الآخرين، بيد أن سيناريو العلاقات الحميمية يتكرر كل عام وفي التوقيت نفسه مما يؤكد أن الطالب المتفوق سيظل في منصبه كما هو، بينما سيبقى حال الطالب المقصر متردياً طيلة فترة دراسته لحين قرب موعد الاختبارات الدراسية، معتقداً أنه سيعوض كل ما فاته ب «علاقة جديدة» تختصر له المسافة. وأبدى أحد الطلاب المتفوقين من المرحلة الثانوية أحمد الكثيري استياءه من بعض المضايقات التي يجدها من زملائه المقصرين دراسياً قبل موعد الاختبارات وأثناءها، مؤكداً أنه لا يفكر أن يقيم أي علاقة مع طالب مقصر في دراسته حتى لا يتأثر به، بيد أن تجاوبه معهم جاء للتخلص من كثرة المضايقات والاتصالات المتكررة على هاتفه المحمول. ويقول الكثيري «مع نهاية كل فصل دراسي لا يهدأ هاتفي المحمول من أرقام جوالات عدة، فأتجاهل بعضاً منها وأستقبل الأخرى، حتى إن بعضهم يعقد بيني وبينه جلسات عشاء وغداء ليتقرب إلى قلبي من أجل أن يحظى بدروس خصوصية، مضيفاً: لا أمانع من ذلك، لكني أشترط عليه حضوره منفرداً». من جهته، اعتبر أحد الطلاب المقصرين دراسياً (طلب عدم ذكر اسمه) أن الطالب المتفوق عليه تأدية زكاة علمه وذكائه بأن يشرح لنا ما أشكل علينا من دروس، مؤكداً أن الذكاء نعمة من الله، ولا يعني أن عدم فهمي للدروس تقصير مني، بيد أنني حريص على فهم الدروس مما يجعلني أقترب أكثر من أحد المتفوقين ليساعدني في المذاكرة وتجاوز المرحلة الدراسية على الأقل.