أكد الاختصاصي في مجال التربية الخاصة الدكتور فراس الطقاطقة ل «الحياة» أن سبب توجه العديد من أسر المعوقين السعوديين إلى الدول العربية كالأردن وغيره لعلاج أبنائهم المعوقين، يعود إلى كفاءتها في مجال التربية الخاصة، إذ يعتبر الأردن من أوائل الدول العربية في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة من حيث الكوادر والتخصص. وأضاف أن ارتفاع كلفة الرعاية في المراكز الخاصة التي تعتني بذوي الاحتياجات الخاصة في السعودية، وقلة المراكز الإيوائية فيها، أسباب تستدعي سفر الأسر مع أبنائهم المعوقين للدول الأخرى طلباً للعلاج. وأكد أيضاً أن غياب ثقة الأسر بجودة الخدمات المقدمة لأطفالها من ذوي الاحتياجات الخاصة، مع تضارب آراء المختصين بتشخيص حال الطفل المعوق، من أهم الأسباب التي تدفع الأسر لإرسال أبنائها إلى الدول المجاورة. وقال «إن عدم توافر المعلومات الكافية لدى الأسر عن المراكز المرموقة وطبيعة الخدمات المقدمة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في السعودية، يسبب البحث عن حلول علاجية في دول أخرى». ونوه الطقاطقة بجملة من أبرز العوائق التي تواجه أسر المعوقين في السعودية والمتمثلة في الحاجة الدائمة للرعاية الطبية والتربوية المتخصصة، ظهور المشكلات السلوكية المرافقة للإعاقة والتي لا تعرف الأسر كيفية التعامل معها، ارتفاع الكلفة المادية لرعاية الأطفال المعوقين مقارنة بالأطفال العاديين، وغياب برامج التدخل المبكر للأطفال المعوقين أو المعرضين لخطر الإصابة بالإعاقة. وأكد أن التزام الأسر بالخطط العلاجية ومراجعة المراكز بشكل منتظم يعتبر من أهم العوامل التي تسهم في تحسن حال الطفل، إذ يختلف مدى التزام أسر الأطفال المعوقين من أسرة إلى أخرى، ويعتمد أيضاً على نوع الإعاقة، شدتها، جنس المعوق، وعمره، مضيفاً بأن الأمهات يقدمن كل ما بوسعهن وقدرتهن على الاستجابة لتوصيات الاختصاصيين والتجاوب مع النصائح المقدمة لهن، وذلك من خلال ترددهن على المحاضرات والمؤتمرات التوعوية وورش العمل والدورات التدريبية، رغم الأعباء اليومية والتربوية. ويرى الطقاطقة أن مجال الإعاقة في السعودية بدأ يتطور بشكل لافت، إذ إن العديد من الجامعات أطلقت تخصصات نادرة، تسهم في التقليل من الأثر الذي ينتج من قلة الكوادر والمختصين مستقبلاً، وسيكون للمخرجات العلمية من هذه الجامعات مستقبل واعد. كشفت رئيسة قسم الخدمة الاجتماعية في مركز جمعية المعوقين في جدة فاطمة الأحمدي ل «الحياة» عن رفض إدارات مدارس «الدمج» استقطاب الأطفال المعوقين الذين يعانون من شلل دماغي، مؤكدة أن الأمر ينطبق على الطاقم التعليمي مبررة ذلك بعدم وجود وعي أو تحمل المسؤولية. وأوضحت أن الجمعية ترفق أوراق وتقارير تبين حال الطفل المعوق الطبية وقدراته الجسمية في حال تحويله إلى مدارس «الدمج»، إلا أن إدارات المدارس ترفض استقطابهم فور علمهم بأن الطفل يعاني من شلل دماغي، مؤكدة على أن الشلل قد يؤثر على النطق فقط دون العقل. وأشارت إلى أن قلة الوعي تمتد إلى بعض العاملين في المدرسة وذلك بحدوث أخطاء تشخيصية، إذ في بعض الأحيان يعتبر الطفل الذي لديه نشاط زائد بأنه طفل توحدي، وهذه إحدى نتائج عدم وجود الوعي.