انخفض مزيج «برنت» عن 111 دولاراً للبرميل أمس، إذ يتابع المستثمرون القلقون المحادثات الرامية لتفادي أزمة موازنة أميركية من شأنها أن تدفع أكبر اقتصاد في العالم إلى الركود. ويرى اقتصاديون أن أي اتفاق من المرجّح أن يشمل خفضاً كبيراً في الموازنة الحكومية وفي القوة الإنفاقية للمستهلكين، ما قد ينعكس على الطلب في أكبر سوق نفط في العالم. لكن التوصل إلى اتفاق بأي صيغة كان سيكون أفضل من لا شيء. وانخفض سعر خام «برنت» 37 سنتاً إلى 110.70 دولار للبرميل بعدما ارتفع اثنين في المئة في الجلسة الماضية. وزاد الخام الأميركي الخفيف عشرة سنتات إلى 91.08 دولار بعدما سجل أعلى مستوى في تسعة أسابيع أول من أمس. وتفاقمت المخاوف في شأن الإمدادات من الشرق الأوسط بعدما ألقت قوات الأمن الإماراتية القبض على خلية من إماراتيين وسعوديين يخططون لتنفيذ هجمات في الدولتين ودول أخرى. من جانب آخر، أعلنت «لوك أويل» أنها خفضت مستوى إنتاج النفط الذي تستهدفه في العراق بنحو الثلث تماشياً مع خطط الحكومة المحلية لإطالة عمر حقولها النفطية. وقال رئيس العمليات الخارجية للشركة، أندريه كوزياييف «لوك أويل تتطلع إلى ذروة إنتاج من حقل غرب القرنة 2 تبلغ 1.2 مليون برميل يومياً بدلاً من 1.8 مليون، الذي كان هدفها السابق». وأضاف «الحكومة العراقية قررت خفض الحد الأقصى لإنتاج النفط لتعزيز الأسعار ودعم الاقتصاد... لهذا السبب قررت القيادة العراقية خفض الحد الأقصى المستهدف للإنتاج في البلد ككل إلى تسعة ملايين برميل يومياً وليس 12 مليوناً». وتابع كوزياييف «حلّل العراقيون الموقف في السنوات الثلاث الماضية وخلصوا إلى أنهم ليسوا في حاجة إلى زيادات حادة في ذروة الإنتاج، لأنها تتطلب إنشاء بنية تحتية زائدة عن الحاجة، وعندما يبدأ الإنتاج في التراجع بشدة مستقبلاً سيؤدي ذلك إلى عدم استقرار وضع الاقتصاد الكلي في العراق». وزاد «في مقابل الخفض حصلنا على زيادة كبيرة في عمر الإنتاج المستهدف، إذ كان متوقعاً أن يستمر الإنتاج عند المستوى المستهدف 12 - 13 سنة لكن، من المنتظر الآن أن يستمر 19 سنة». ويذكر أن أي خفض كبير في المستوى المستهدف الإجمالي قد يعني ضرورة تعديل الاتفاقات بما يتماشى مع مستويات الإنتاج الأقل، ما يعني تراجع عائد الشركات النفطية على المدى القصير. ويستهدف العراق إنتاج 3.7 مليون برميل يومياً في المتوسط عام 2013، أي أقل قليلاً من أعلى مستوياته على الإطلاق البالغ 3.8 مليون برميل يومياً والذي سجّله عام 1979. ويتوقع أن تبلغ الصادرات 2.9 مليون برميل يومياً منها 250 ألفاً تساهم بها حكومة إقليم كردستان. ويتوقع أن ينتج الحقل 500 ألف برميل يومياً في 2014. وتعتزم «لوك أويل» استثمار خمسة بلايين دولار في تطويره العام المقبل، بينما يتوقع أن تبلغ الاستثمارات الإجمالية لفترة المشروع بالكامل 30 بليون دولار. وأوضح كوزياييف أن «الشركة تتطلع إلى بيع الحصة التي تركتها شتات أويل والتي تملكها لوك أويل حالياً، إلى شركة آسيوية إذ تحتاج إلى تأمين سوق مستقرة لإنتاجها من النفط، ونحن مضطرون لإيجاد شريك استراتيجي قبل كل شيء في الأسواق المرشحة للنمو. هذه هي أسواق الصين والهند وجنوب شرقي آسيا». اليابان من جانب آخر، أظهرت بيانات وزارة المال اليابانية أن واردات النفط الخام الإيراني التي عبرت الجمارك انخفضت 18.8 في المئة على أساس سنوي في تشرين الثاني (نوفمبر)، نتيجة العقوبات الدولية. ووفق بيانات الوزارة فإن اليابان استوردت 261.2 ألف برميل يومياً من الخام الإيراني الشهر الماضي مقارنة ب321.6 ألف قبل سنة. وستنشر وزارة التجارة اليابانية بيانات منفصلة لواردات الخام اليوم وهي تحظى بمتابعة أكبر من صناعة النفط إذ ترصد الحالة الفعلية لناقلات النفط. ووفق حسابات وكالة «رويترز» فإن اليابان استوردت 192.2 ألف برميل يومياً في الشهور ال11 الأولى من العام الحالي، بانخفاض 38.7 في المئة عنها في الفترة ذاتها قبل سنة.