حفل اليوم الختامي لمؤتمر: «الخليج والتحديات الإقليمية» بإبراز التحذير تجاه نشاط جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة العربية، وحضور لملف «الاتحاد الخليجي»، فبعد يوم من تحذيرات وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش من جماعات الإسلام السياسي وأهدافها في النيل من المنطقة لتحقيق مصالحها الضيقة، قال وزير الإعلام الكويتي السابق سعد بن طفلة إن مناهج التعليم في الدول الخليجية هي بيد «حزبيين ينتمون إلى الإخوان المسلمين، وأنه لا بد من مراجعتها من جديد». وحضر مشروع «الاتحاد الخليجي» في جلسات المؤتمر الذي اختتم أعماله أول من أمس بقوة، إذ دعا عدد من المشاركين في المؤتمر خلال اليومين الماضيين إلى سرعة البدء في تكوينه، كونه «أصبح حاجة ملحة لرسم سياسات الدول الخليجية» في ظل السياسات المضطربة التي تعيشها الدول المجاورة لها. وعلت في جلسات المؤتمر الدعوة إلى ضرورة مواجهة التنظيمات المهددة لوحدة المجلس الخليجي، ومنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، كما أكد عدد من المحللين أن تركيا أسهمت في زيادة عناصر التنظيم بعد استقطابهم وتمريرهم إلى سورية ومن ثم إلى العراق، كما أكدوا أنها مستفيدة من الوضع الحاصل في المنطقة حالياً. وأبدى عدد من المحللين مخاوفهم من عودة المقاتلين في سورية والعراق إلى الدول الخليجية بعد ضربة قوة التحالف التي لم تتحدد خيوطها حتى الآن، مؤكدين أنه لا بد للدول الخليجية من أن تعمل على تحصين منطقتها من الآن. وشدد مشاركون وديبلوماسيون غربيون خلال جلسات المؤتمر على أن أعمال «داعش» لا تمثل صورة «الإسلام»، وإنما هي جماعة متطرفة ولدت في المنطقة، فيما انتقد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات الإعلام الغربي تحديداً من توجيه الخطاب على عكس ذلك، وقال: «ننتقد التعامل الغربي مع الاحتلال الإسرائيلي، وهناك تجاوز لتسمية الإرهاب اليهودي الذي يمارسه الاحتلال، وأن هناك من يستعدي الدين الإسلامي بوصفه تنظيم الدولة الإسلامية داعش». وقال بعض الأكاديميين المشاركين إن المنطقة تمر في ظروف حرجة، لا يعرف متى ستستقر، وأشار وزير الإعلام الكويتي السابق سعد بن طفلة إلى أنه سأل وزير الخارجية اليمني جمال السلال أثناء حضوره للمؤتمر عن توقعه لأوضاع بلاده وما ستشهده صنعاء الأسبوع المقبل من أحداث، وأشار إلى أنه «لا يعلم ماذا سيحدث». وشهد المؤتمر انتقادات لتركيا في السماح بتوسع تنظيم «داعش» في المنطقة، ورأت الأكاديمية الإماراتية الدكتور ابتسام الكتبي، أن إشراك تركيا في الحرب على تنظيم «داعش» أمر خاطئ، وقالت خلال مداخلتها: «كيف يطلب من تركيا أن تشارك في التحالف، فكيف للمجرم أن يسهم في حل لغز الجريمة، فهي المستفيدة من بيع داعش للنفط بأسعار رخيصة، وتحتضن كل القيادات الإخوانية في المنطقة». وأشار المحلل السياسي الدكتور وحيد هاشم إلى استغرابه من الهجوم على الجهاديين السنة من دون الشيعة، وقال: «ماذا عن الجهاديين الشيعة فهم أسوأ من الجهاديين السنة في المنطقة، وإيران تحولت إلى دولة راعية وتحتضن الإرهاب في المنطقة، ولا أعلم إن كان الروس يفهمون ذلك، ويعونه أم لا».