أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أمس أن حكومته تدرس وقف تدفق السلع الإسرائيلية إلى الأراضي الفلسطينية رداً على احتجاز إسرائيل أموال الجمارك الفلسطينية التي تساوي ثلث إيرادات السلطة. وقال فياض أمس في حديثه الأسبوعي لوسائل الإعلام الفلسطينية إن مقاطعة المنتجات الإسرائيلية تشكل رداً مناسباً على ما وصفه ب»القرصنة» الإسرائيلية المتمثلة في احتجاز أموال الضرائب والجمارك، مؤكداً أن حكومته تدرس تحويل مقاطعة المنتجات الإسرائيلية من مقاطعة شعبية طوعية إلى مقاطعة رسمية وإلزامية. ويستورد الفلسطينيون أكثر من 90 في المئة من حاجتهم من إسرائيل. وتبلغ قيمة الواردات الفلسطينية من إسرائيل حوالى 3 بلايين دولار سنوياً. وقال فياض إن احتجاز إسرائيل أموال الجمارك أثّر بشكل كبير في السلطة الفلسطينية، خصوصاً في ظل عدم ورود مساعدات المانحين، وعدم التزام الدول العربية ب»شبكة الأمان» التي كانت قررتها للسلطة الأمر جعل السلطة غير قادرة على تقديم رواتب موظفيها. وكانت السلطة أعلنت منذ عامين عن حملة لمقاطعة منتجات المستوطنات، لكنها تجنبت مقاطعة السلع الإسرائيلية التي تنص الاتفاقات الموقعة بين الجانبين على حرية تدفقها إلى السوق الفلسطينية. إلى ذلك استنكر مجلس الوزراء الفلسطيني في ختام اجتماعه أمس الهجمة الاستيطانية التي وصفها بأنها غير مسبوقة، بخاصة قرار الحكومة الإسرائيلية بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في مدينتي القدسالشرقيةالمحتلة وبيت لحم. وقال المجلس في بيان له عقب الاجتماع إن الخطة الإسرائيلية تستهدف استكمال عزل القدس عن باقي محيطها الطبيعي، وعزل مدينة بيت لحم، وفصل المدينتين اللتين وصفهما ب»التوأم» لأول مرة في تاريخ فلسطين. ولفت البيان إلى أن «خطورة هذه الهجمة الاستيطانية تكمن في استهدافها تقويض إمكانية تجسيد دولة فلسطين على الأرض» مثمناً المواقف التي عبرت عنها 14 دولة من أعضاء مجلس الأمن ال15، والمجموعات الإقليمية في الأممالمتحدة، التي قال إنها «أجمعت على رفض الاستيطان غير الشرعي باعتباره اعتداء على الإجماع الدولي حول حل الدولتين، وخرقاً صارخاً لقواعد القانون الدولي». ودان المجلس قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي بتحويل المركز الأكاديمي في مستوطنة «أرئيل» إلى جامعة. كما دان تصاعد اعتداءات جيش الاحتلال ومستوطنيه ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والتي كان آخرها قيامها بجرف أكثر من 400 دونم مشجرة بالزيتون واللوزيات في نابلس، بالإضافة إلى اقتلاع 300 شجرة زيتون في بيت لحم. وندد المجلس بتصاعد وتيرة هجمات المستوطنين الإرهابية، والتي كان آخرها اقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك وإضرام النار في مركبتين خاصتين جنوب نابلس، وسلمت سلطات الاحتلال أمس إخطارات لهدم 10 منازل مأهولة في قرية الراس غرب بلدة إذنا جنوب الخليل بالضفة الغربية. وقال سكان القرية إن السلطات تهدف إلى الاستيلاء على أرضهم وتحويلها إلى المستوطنين.