أحرق مستوطنون إسرائيليون أمس مسجداً وحقل زيتون في قريتين من قرى نابلس شمال الضفة الغربية. وأفاق أهالي قرية اللبن فجراً على ألسنة اللهب تتصاعد من المسجد الواقع وسط القرية البالغ عدد سكانها ثلاثة آلاف نسمة. وقال محافظ نابلس جبريل البكري ل «الحياة» إن أجهزة الأمن الفلسطينية أجرت تحقيقاً في الحريق، وتوصلت إلى انه «أضرم بفعل فاعل». وأضاف: «فحصنا كل شيء، ولم نعثر علي أي سبب ذاتي مثل تماس كهربائي أو خلافه، الحريق أضرم بصورة متعمدة، ولا أحد يمكنه أن يفعل ذلك غير المستوطنين». وتعرضت قرية اللبن في وقت سابق لاعتداءات المستوطنين مثل إضرام النار في سيارات وفي معصرة زيتون، إضافة إلى اعتداءات دائمة على المزارعين في الحقول. وقال رئيس المجلس المحلي في القرية جمال ضراغمة: «سمعنا أصوات سيارات عند الثالثة فجراً، وعندما خرجنا للصلاة عند الرابعة وجدنا ألسنة اللهب تتصاعد من المسجد... لا يمكن أحداً أن يضرم النار في بيت الله سوى أعداء الله». وعثر على عدد من المصاحف ملقاة في المكان الذي يترك فيه المصلّون أحذيتهم عند الصلاة. وقال رئيس لجنة التوسعة في المسجد ماجد ضراغمة: «رأينا النار تشتعل في المسجد قبل صلاة الفجر. وأمضينا قرابة النصف ساعة حتى تمكنّا من إخماد النيران. النار أتت على المسجد بالكامل... لم أر المستوطنين، لكنني على يقين بأنهم يقفون وراء هذا الحادث نظراً إلى اعتداءاتهم السابقة والمتكررة على البلدة». وتقيم اسرائيل ثلاث مستوطنات على أراضي القرية والقرى المجاورة هي: «معاليه لبونا» و «شيلو» و «عليلية». وقال ضراغمة: «نحن في حرب يومية مع المستوطنين في هذه المستوطنات، فهم يهاجمون الناس في حقولهم ويطردونهم منها». واستنكرت السلطة الفلسطينية إضرام النار في المسجد. وحمل الرئيس محمود عباس المستوطنين والحكومة الإسرائيلية المسؤولية. وقال في بيان أصدرته الرئاسة أمس إن «هذا العمل الإجرامي يمثل تهديداً للجهود الهادفة لإحياء عملية السلام». وحمّل «الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا الاعتداء الإجرامي لأن جيش الاحتلال يوفر حماية للمستوطنين». وتعهد رئيس الحكومة الدكتور سلام فياض إعادة إعمار المسجد. وقال إن «هذا دليل آخر على حاجة المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري وإزالة المستوطنات من أرضنا». وأضاف: «المستوطنات عقبة كأداء أمام السلام والاستقرار في المنطقة وعلى إسرائيل أن تزيل مستوطناتها من أرضنا وترحل وتترك شعبنا يعيش في أمن وسلام». واعتبرت حركة «حماس» أن الهجوم على المسجد هو أولى ثمار المفاوضات التي وصفتها بأنها بلا جدوى. ورفض وزير الاوقاف والمقدسات والشؤون الدينية الفلسطينية محمود الهباش الافتراض الاسرائيلي بأن الحريق ربما نجم عن تماس كهربائي. وقال لوكالة «رويترز» وهو يتفقد الأضرار التي لحقت بالمسجد: «أقول للإسرائيليين إن هؤلاء المستوطنين يشكلون خطراً عليكم كما يشكلون خطراً علينا». وافترض وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر أن الحريق كان متعمداً. وقال إنه سيجري اعتقال مرتكبيه «ولا ذرة شك عندي في أن هدفهم هو إشعال النار في المنطقة، وهذا شيء مؤسف». ووصل ضباط أمن إسرائيليون إلى مكان الحادث للتحقيق في الحريق، لكنهم لم يحددوا سببه. وقال ضابط إطفاء إن الأمر سيستغرق وقتاً قبل التوصل إلى نتائج أولية. إلى ذلك، أضرم مستوطنون من مستوطنة «يتسهار» أمس النار في حقل زيتون في قرية حوارة جنوب نابلس. وقال عضو المجلس المحلي في القرية منصور ضميدي إن المستوطنين يقومون باعتداءات شبه يومية ضد أهالي القرية. وكان مستوطنون أضرموا النار في مسجد في قرية ياسوف في شباط (فبراير) الماضي.