أكد مسؤولون مسيحيون وإيزيديون أن انكسار الجيش العراقي وقوات «البيشمركة» أمام توسع تنظيم «داعش» ولد شعوراً عاماً بضرورة نشر قوات حماية دولية، على رغم الضربات الجوية التي يشنها سلاح الجو الأميركي. وصعدت الأقليات المنتشرة في محافظة نينوى دعواتها للإسراع في توفير حماية دولية، في أعقاب الهجمات التي تعرضت لها على يد مسلحي تنظيم «داعش» منذ 10 حزيران الماضي، وما تلاها من قتل واختطاف المئات، وسط هجرات جماعية نحو المناطق الكردية. وفي إطار جولة أوروبية يجريها سبعة من زعماء كنائس الشرق الأوسط لحشد دعم دولي ل»إنقاذ المسيحيين في العراق وسورية»، دعا زعيم الكنسية الكلدانية في العراق والعالم لويس ساكو خلال مؤتمر عقده في جنيف إلى «نشر قوات دولية على الأرض في العراق لحماية المسيحيين، والضمانة الدولية ضرورية لتحرير المناطق المسيحية»، معتبراً أن الضربات الجوية لا تكفي لمواجهة المتطرفين في تنظيم الدولة الإسلامية»، وحذر من أن «عمليات القصف العشوائية خطيرة جداً ويمكن أن تودي بحياة أشخاص أبرياء وتدمير البنى التحتية والتسبب بتعاطف إلى جانب ما يسمى بالدولة الإسلامية». وقال زعيم الحزب «الوطني الآشوري» عمانوئيل خوشابا ل»الحياة» إن البرلمان العراقي أقر في 11 آب (أغسطس) إيجاد مناطق آمنة للأقليات التي عانت وما زالت تعاني، واليوم «هناك تدخل دولي لردع تنظيم داعش إلى حد أن الأممالمتحدة باتت تعترف بأن ما حصل يرقى إلى أن يكون بمثابة جرائم إبادة جماعية»، وأضاف أن «المطالب المتصاعدة لتوفير حماية دولية ناجم عن الكارثة التي حصلت، فالجيش العراقي بثلاث فرق انهزم خلال سويعات، والبيشمركة انسحبت وتركت وراءها مساحات واسعة، ذلك كله ولد الخوف لدى الأقليات من عدم وجود ضمانات ما يدفعها للمطالبة بحماية دولية»، ودعا إلى «الاستمرار في ما بدأه التحالف الدولي من دعم جوي لفرض الحماية». واضطر آلاف الأسر المسيحية إلى مغادرة الموصل في حزيران الماضي تحت تهديدات مسلحي «داعش» بعد أن خيروا بين الدخول في الإسلام أو دفع الجزية أو الذبح، كما نزح المسيحيون القاطنون في مناطق سهل نينوى إثر انسحاب القوات الكردية. من جانبه، قال العضو الإيزيدي في مجلس محافظة نينوى عضو «قيادة قوات حماية سنجار» داود جندي ل»الحياة» إن «ممثلينا في أوروبا لعبوا دوراً في المطالبة بتوفير حماية دولية، فضلاً عن الاستمرار في تقديم الدعم الجوي، ونحن مستعدون من جانبنا للتحرك على الأرض لتحرير مناطقنا»، واستدرك: «لكن هناك خلل في المنظومتين الأمنيتين سواء في بغداد أو إقليم كردستان، والتي أثبتت فشلها خصوصاً في المناطق المتنازع عليها بين الجانبين، والبيشمركة انسحبت في شكل غير طبيعي، لذلك فإن المطالب بتوفير حماية دولية تجد لها أصداء واسعة لدى الإيزيديين». وعلى رغم تحقيق «البيشمركة» تقدماً في محور سهل نينوى، إلا أن مسلحي «داعش» ما زالوا يسيطرون على قضاء سنجار ذي الغالبية الإيزيدية، وتشير التقارير إلى أن المئات من أبناء هذه الديانة تعرضوا إلى القتل، وتم خطف مئات الأطفال والنساء، فيما حوصر آلاف آخرون عند الجبال قبل أن تتمكن قوات من «حزب العمال الكردستاني» من فتح ممر باتجاه المناطق الكردية السورية لإنقاذهم.