أظهرت بيانات رسمية أمس أن صادرات النفط السعودية ظلت مستقرة في تموز (يوليو) مع ارتفاع كميات النفط المستخدمة في قطاع الكهرباء بالمملكة قرب مستويات قياسية، ما بدد تأثير ارتفاع الإنتاج. وبيّنت أرقام نشرتها «مبادرة بيانات المنظمات المشتركة» أن السعودية صدّرت 6.989 مليون برميل يومياً في تموز بارتفاع طفيف من 6.946 مليون في حزيران (يونيو) و6.987 مليون في أيار (مايو). ووفق البيانات فإن أرقام التصدير في الأشهر الثلاثة كانت الأقل منذ أيلول (سبتمبر) 2011. وارتفع إنتاج المملكة إلى 10.005 مليون برميل يومياً في تموز من 9.789 مليون قبل شهر. وهذا الإنتاج هو الأكبر منذ أيلول العام الماضي. ووفق الأرقام، فإن معدل استخدام النفط في توليد الكهرباء ارتفع إلى 899 ألف برميل يومياً في تموز من 827 ألفاً في حزيران و680 ألفاً في أيار. وعالجت المصافي 1.915 مليون برميل يومياً في تموز، انخفاضاً من 2.055 مليون برميل يومياً في حزيران و2.136 مليون في أيار. إلى ذلك، نقلت «وكالة الأنباء السعودية» عن مساعد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، قوله «إن العوامل الأساس لسوق النفط في المدى الطويل قوية وأن التقلبات السعرية في المدى القريب غير مهمة بالنسبة للمملكة». وتابع «تشير أنماط العرض والطلب إلى أن أساسات أسواق الطاقة في الأجل الطويل لا تزال قوية، ففي السوق البترولية وعلى غرار أي سوقٍ أخرى يمكن أن تؤثر عوامل موقتة كالمخاوف بشأن تعافي الاقتصاد العالمي والأحداث الجيوسياسية والمضاربات في أسواق السلع ومنها البترول وفي تقلبات السعر في الأجل القصير». وأضاف: «لكن بالنسبة إلى منتج ومصدر كالمملكة، فإن من مصلحتها في الأجل الطويل استقرار السوق، لأن التقلبات اليومية والأسبوعية أو حتى الشهرية، غير مهمة ولا تتعدى أن تكون مصدر ضوضاء حول اتجاه ثابت». في الأسواق، نزل سعر مزيج «برنت» قليلاً عن 99 دولاراً للبرميل تحت ضغط وفرة المعروض وقلق من ضعف نمو الطلب في كبرى الدول المستهلكة للخام، إلى جانب ارتفاع الدولار. غير أن الأخطار التي تهدد المعروض مع انخفاض الإنتاج الليبي والحديث عن خفض إنتاج «أوبك» حدت من خسائر خام القياس الأوروبي الذي بلغ أدنى مستوى في 26 شهراً الإثنين. وتراجع «برنت» سبعة سنتات إلى 98.90 دولار للبرميل وهبطت الأسعار نحو 15 في المئة من أعلى مستوى في تسعة أشهر عند 115.71 دولار للبرميل الذي سجلته في حزيران. وانخفض سعر الخام الأميركي 21 سنتاً إلى 94.21 دولار للبرميل. أما في ليبيا، فأعلن مسؤول في وزارة النفط الليبية إغلاق مصفاة الزاوية التي تبلغ طاقتها 120 ألف برميل يومياً بعد تعرض صهاريج التخزين لأضرار. وقال مدير «إدارة التفتيش والقياس» في وزارة النفط، إبراهيم العوامي، إن حقل «الشرارة» النفطي لا يزال مغلقاً أيضاً. ويغذي حقل «الشرارة» مصفاة الزاوية بالإمدادات. إلى ذلك، أظهرت بيانات من مصادر في تجارة النفط، أن واردات الهند من النفط الإيراني زادت بنحو النصف لتصل إلى 271 ألف برميل يومياً في الفترة بين كانون الثاني (يناير) وآب (أغسطس) مقارنة مع مستواها قبل عام، عندما خفضت المصافي مشترياتها بسبب القلق من تغطية التأمين لعمليات تكرير الخام الآتي من طهران. وعززت الهند وارداتها في الربع الأول من العام الحالي لتعويض خفض المشتريات في 2013 وللوصول إلى المستوى المستهدف لاستيراد 220 ألف برميل يومياً من إيران في السنة المالية التي انتهت في 31 آذار (مارس). وأظهرت البيانات أن الهند استوردت 273 ألف برميل من النفط الإيراني في آب بارتفاع 30 في المئة عن الشهر السابق وبزيادة نحو 81 في المئة عن مستوى الواردات قبل عام.