حذر الموفد الدولي - العربي الى سورية الاخضر الابراهيمي «من أي شكل لحسم عسكري»، ذلك ان «المنتصر فيه لن يجد دولة سورية قائمة». وعبر عن «مخاوف من اليوم التالي على الصعيد الداخلي»، مشدداً على «ضرورة بقاء الدولة وعدم تكرار السيناريو العراقي». واعتبرت المعارضة السورية في الداخل ان زيارة الابراهيمي لدمشق تحمل «ايجابيات»، بينما رفضت اطراف معارضة مسلحة الحديث عن أي تسوية لا تشمل رحيل اركان نظام الرئيس بشار الاسد. في غضون ذلك، أعلن مسلحون معارضون السيطرة على بلدة حارم في محافظة ادلب، ومحاصرة قواعد ومطارات عسكرية في محافظة حلب (شمال البلاد)، فيما تواصلت الاشتباكات في أنحاء مختلفة في سورية، خصوصاً في بلدات ريف دمشق. وفي اليوم الثالث لزيارته لسورية التقى الابراهيمي وفداً من المعارضة في الداخل ضم «هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي». وأعلن المنسق العام للهيئة حسن عبد العظيم ان الموفد «مستمر في سورية لغاية الاحد، وسيعمل على تأكيد التوافق الدولي لحل هذه الازمة» المستمرة منذ 21 شهرا، ولا سيما على صعيد توافق «روسي - اميركي». لكن رجاء الناصر، امين سر المكتب التنفيذي للهيئة كان اكثر وضوحاً في حديثه عن «آمال كبيرة» بأن تثمر اللقاءات الاضافية للابراهيمي مع المسؤولين السوريين عن «اتفاقات او ايجابيات». واعتبر ان «الحل السياسي هو المخرج الوحيد»، ويقوم على «اقامة نظام ديموقراطي جديد وعدم بقاء النظام الراهن»، مؤكداً ان لا مخرج للأزمة سوى بتأليف «حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تقود البلاد الى بر الامان». ولفتت «هيئة التنسيق» في بيان، بعد لقاء الابراهيمي، الى ان «الجهود العربية والدولية ما زالت دون المستوى بل ان بعض التدخلات الخارجية تأخذ طابعاً سلبياً وكأن المطلوب القضاء على سورية». ونقل البيان عن الابراهيمي تأكيده «ادراك خطورة الازمة في سورية واثرها على المنطقة، وضرورة تهيئة الوضع الداخلي في سورية للمشاركة في ايجاد حل سياسي يرى انه الأمثل، مع وجوب التغلب على انقسامات المعارضة وتوحيدها والابتعاد عن الوحدة الشكلية لصالح وحدة فعلية». واضاف البيان ان الابراهيمي أكد ان «التوافق الروسي - الأميركي عامل محوري في التوصل الى الحل السياسي، ولذلك من الضروري توصل هذين الطرفين الى اتفاق كامل». وزاد ان الابراهيمي «حذر من أي شكل لحسم عسكري لن يجد المنتصر فيه دولة سورية قائمة، وعبر عن مخاوفة من اليوم التالي على الصعيد الداخلي»، مشدداً على «ضرورة بقاء الدولة وعدم تكرار السيناريو العراقي». لكن «لجان التنسيق المحلية»، التي تمثل الناشطين الميدانيين، رفضت أي تسوية مع النظام أو منح أركانه حصانة، مؤكدة ان «رحيل الاسد وجميع مسؤولي نظامه العسكريين والأمنيين والسياسيين عن السلطة شرط لازم لنجاح أي مبادرة للحل». ونحت جماعة «الاخوان المسلمين» المعارضة في الاتجاه نفسه، متمكسة بحق الشعب «في محاسبة نظام الاستبداد والفساد وادواته»، معتبرة انه «لن يكون للقتلة والمجرمين مكان في سورية المستقبل». وكان رئیس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوریة» أحمد معاذ الخطيب أصدر مساء الاثنين بیاناً أوضح فيه ان «قيادة الائتلاف أبلغت الابراهيمي بشكل مباشر رفضها بقاء النظام ورأسه بصلاحیات أو من دون صلاحیات». وشدد على ان «أي حل سياسي لإنقاذ النظام ولا يبدأ بتنحي الأسد مرفوض». في غضون ذلك، تواصلت العمليات العسكرية في أنحاء مختلفة في سورية. وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان «مقاتلين سيطروا على بلدة حارم في محافظة ادلب (شمال غرب) بشكل كامل». واضاف ان رئيس مفرزة الاستخبارات العسكرية في مدينة جرمانا قتل اثر كمين نصبه مقاتلون ليل الاثنين - الثلثاء. وتابع ان بلدات داريا والمعضمية ويلدا في ريف دمشق تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية، بينما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في مدينتي عربين وحرستا. الى ذلك، أعلن العقيد عبد الجبار العكيدي رئيس المجلس العسكري في محافظة حلب التابع ل «الجيش السوري الحر» ان قواته تحاصر حالياً ثلاثة مطارات عسكرية في حلب هي كويريس والنيرب ومنغ ومبنى لاستخبارات القوات الجوية. وبثت قناة «العربية» امس شريطا اعلن فيه اللواء الركن عبد العزيز شلال قائد الشرطة العسكرية في سورية انشقاقه عن النظام. ويعتبر الشلال ارفع ضابط ينشق عن الجيش السوري منذ اندلاع الانتفاضة السورية. وتحدثت مصادر معارضة عن لجوء 12 ضابطا جديدا الى الاردن.