اعتبرت روسيا أن استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد الأسلحة الكيماوية سيكون بمثابة «انتحار سياسي» فيما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية السورية استخدمت ضد المعارضين قنابل تحتوي على غاز أبيض من دون رائحة لكنه غير معروف. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مقابلة بثتها أمس قناة «روسيا اليوم» الناطقة بالإنكليزية «لا أعتقد أن سورية ستستخدم أسلحة كيماوية. وفي حال حصل ذلك، فسيكون بمثابة انتحار سياسي للحكومة». وتابع: «كلما وردتنا إشاعات أو معلومات تفيد بأن السوريين يستخدمون أسلحة كيماوية، إننا نتحقق منها مرة أو مرتين، نتوجه إلى الحكومة، وفي كل مرة نتلقى تأكيداً حازماً بأنهم لن يفعلوا ذلك أيا كانت الظروف». وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نقل عن ناشطين في مدينة حمص مقتل «ستة مقاتلين معارضين ليل الأحد على جبهة الخالدية البياضة في حلب نتيجة إصابتهم بغازات خرج منها دخان أبيض من دون رائحة». وأشار إلى أن الغاز انتشر في المكان «بعد إلقاء قوات النظام قنابل نثرت دخاناً أبيض بعد اصطدامها بالجدران، بما يوحي بأنه نوع جديد لم يستخدم حتى الآن». وأوضح أن كل من تنشق هذا الغاز شعر «بدوار وصداع شديدين والبعض منهم أصيب بحالات صرع». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القنابل المستخدمة «ليست سلاحاً كيماوياً، لكن لا نعرف ما إذا كانت محرمة دولياً أم لا». وأشار إلى أن الناشطين «أكدوا أنها ليست أسلحة تقليدية وهذه الآثار تسجل للمرة الأولى». وكانت لجان التنسيق المحلية أفادت عن إلقاء القوات النظامية «قنابل تحوي غازات على حي الخالدية (في حمص)»، ما يؤدي إلى «ارتخاء في الأعصاب وضيق شديد في التنفس وتضيق حدقة العين»، موضحة أنه «لم يتمكن الأطباء حتى الآن من معرفة نوع» هذا الغاز. وفي شريط فيديو مرفق، يتولى طبيب ومسعفون معالجة شاب قيل أنه تنشق هذا الغاز، وهو يسعل ويعاني من صعوبة في التقاط أنفاسه. ويضع مسعف قناع أوكسيجين صغير على أنف الشاب، بينما يقول الطبيب «إصابة نتيجة إلقاء غاز لا نعرف طبيعته. أكيد ليس سارين، لكنه يسبب تضيق في الحدقات مع ضيق نفس شديد». وقال عبد الرحمن إن المرصد «لا يستطيع أن يحسم بنوع هذا الغاز»، مطالباً «بإرسال فريق طبي متخصص لمعاينة المصابين، ونشر تقرير فوري عن الأمر (باستخدام هذا الغاز) من أجل محاسبة من أعطى الأوامر بذلك، ومن استخدمها، والعمل على وقف كل أشكال القتل وخصوصاً منها المحرمة دولياً». وصدرت في الفترة الأخيرة تحذيرات دولية عدة لنظام الرئيس بشار الأسد من احتمال اللجوء إلى مخزونه من الأسلحة الكيماوية الذي يعتقد أنه يضم غازات سامة مثل السارين وغاز الخردل وغاز «في اكس». وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أكد الأحد أن القوات السورية لن تستخدم أبداً الأسلحة الكيماوية، إن كان لديها مثل هذه الأسلحة، في أي مكان داخل سورية أو خارجها. وكانت هذه المرة الأولى التي يصرح فيها وزير سوري بعدم وجود أي نية لاستخدام أسلحة كيماوية بأي شكل من الأشكال. ويقول خبراء إن سورية تملك مخزوناً من الأسلحة الكيماوية يعود إلى السبعينات، وهو الأضخم في الشرق الأوسط يتضمن مئات الأطنان من غاز الخردل وغاز السارين. وكان لافروف أكد السبت أن الأسلحة السورية (الكيماوية) تحت السيطرة. جمعتها السلطات السورية في مركز أو اثنين، فيما كانت موزعة من قبل في مختلف أنحاء البلاد».