مع استمرار تفجير السيارات المفخخة والعبوات الناسفة في العراق، وتوقع تصاعد وتيرتها في الأشهر التي تسبق الانتخابات المرتقبة بداية السنة المقبلة. يحاول اصحاب المحال التجارية الكبيرة، في العاصمة بغداد، حمايتها من الاعتداءات المتكررة، وبطرق مختفلة، ابرزها تفتيش الزبائن والاستعانة بالحواجز الإسمنتية. وبدأ المتسوقون يلاحظون في مناطق بغداد المختلفة تواجد «المفتشين» بكثرة لاسيما في الأماكن التي شهدت تفجيرات سابقة كمقهى «البغدادي» في منطقة الدورة حيث يتوجب عليك الخضوع الى تفتيش دقيق قبل دخوله. ويقول صاحب المقهى «ابوعلي» ل «الحياة» إن «المقهى تعرض لتفجيرات عدة أودت بحياة العشرات ونتوقع ان يُستهدف مرة اخرى لذا عيَّنا ثلاثة اشخاص وبمرتبات شهرية جيدة مهمتهم تفتيش زبائن المقهى فقط». ويشير الى انه لجأ ايضاً الى وضع حواجز وعوارض في الشارع العام، كما هي حال معظم شوارع العاصمة لمنع وقوف السيارات التي قد تكون إحداها مفخخة. ويقول سيف كريم، الذي يدير قاعة للإنترنت في منطقة البياع، ان «القاعة الآن لا تستقبل النساء كما في السابق لعدم توافر مفتشات نساء حالياً». ويلفت الى انه على رغم تفتيش جميع الزبائن الا أنه عثر قبل يومين على عبوة صوتية ادخلها احد الأشخاص الا انه لم يتمكن من تفجيرها. ويضيف «ان الهاجس الأمني هو الشغل الشاغل لجميع اصحاب المحال والأسواق بسبب احتمال استهدافها في شكل كبير جداً لإثارة الرعب والخوف لدى المواطنين». ويؤكد على ان وجود المفتش في باب اي محل او شركة هو عامل جذب للمواطنين الذين يفضلون الأماكن الآمنة». وساهمت الحواجز الإسمنتية، في غالبية مناطق بغداد منذ عام 2006، بإعادة الهدوء الى العاصمة بعد موجة من الاقتتال الطائفي، الا ان قرار الحكومة الأسبوع الماضي بإزالة كل هذه الحواجز بما فيها المحيطة بالمنطقة الخضراء وسط العاصمة، وهي مقر الحكومة والبرلمان وسفارات بعض الدول، أثار قلق بعض البغداديين من عودة العنف. ويقول عامر محمد (33 سنة) من سكان شارع الرشيد ل «الحياة» «على رغم ان منظر الحواجز الإسمنتية في بغداد مثير للحزن الا اننا نخشى من استغلال الجماعات المسلحة رفع هذه الحواجز وتوجيه ضربات الى مناطق آمنة». ويعتقد عامر أن إزالة الحواجز ستكون ملائمة اكثر بعد الانتخابات العامة لأن « فترة ما قبل الانتخابات حساسة للغاية وتشهد نشاطاً مسلحاً مكثفاً كالعادة فلا داعي للمجازفة في هذا الوقت». وكان محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق أكد أمس انهاء مصطلح «المنطقة الخضراء» الذي نشأ بعد عام 2003، وقال إن المحافظة تعمل حالياً بالتنسيق مع الجهات الأمنية على رفع حظر التجوال في بغداد مع حلول رمضان لإتاحة الفرصة امام المواطنين للتنقل خلال ساعات الليل بسهولة. واضاف «ستتم إزالة الحواجز الإسمنتية من واجهات الوزارات والمؤسسات والسفارات وفتح الشوارع الرئيسة، بهدف تحقيق انسيابية كبيرة في التنقل.