أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا إحدى أكبر الدول القليلة التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد، لا تريد أن تعم «الفوضى» في سورية. وأكد بوتين في مؤتمر صحافي في اختتام قمة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا في بروكسيل، أن «سورية ليست بعيدة عن حدودنا ولا نريد أن تعمها الفوضى، كما نلاحظ في بعض بلدان المنطقة». وشدد الرئيس الروسي على القول «المهم بالنسبة إلينا، هو النظام في سورية». وأضاف أن روسيا «مهتمة» بإقامة نظام ديموقراطي في سورية، مشيراً إلى أن بلاده «ليست المدافعة عن السلطات السورية». لكنه أردف «من أجل التوصل إلى اتفاقات على المدى البعيد، يجب الاتفاق أولاً على مستقبل سورية، وعلى مصلحة جميع مواطنيها وجميع أقلياتها الإثنية والطائفية». وقال «على جميع الأطراف الجلوس حول طاولة المفاوضات». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إن بلاده لن تكون وسيطاً بين الرئيس السوري وأولئك الذين يريدون منه الرحيل والبحث عن ملاذ آمن في الخارج. وزاد لافروف في مقتطفات من مقابلة مع قناة «آر. تي» التلفزيونية الروسية: «نحن لسنا مشغولين بتغيير النظام.. بعض اللاعبين الإقليميين يقولون لنا: لماذا لا تطلبون من الرئيس الأسد الرحيل وسنرتب له ملاذاً آمناً؟... جوابي بسيط جداً. إذا كان هذا يدور في أذهان من يقترحون علينا ذلك فيتعين عليهم أن ينقلوه مباشرة إلى الرئيس الأسد... لماذا يستخدموننا كسعاة بريد؟ إذا كان الأمر يتعلق بالرئيس الأسد فيجب مناقشة هذا مباشرة معه». وبثت (آر. تي) التعليق أمس في إطار إعلان ترويجي عن المقابلة التي ستبث الإثنين. وفي الدوحة قال رئيس «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» عزمي بشارة إن «أخطاء النظام السوري الذي واجه الشعب بالرصاص ممنهجة واستراتيجية». ووصف بشارة الثورة السورية بأنها «متميزة» وأن «النظام هو الذي اختار طريق الحسم بالقوة والعنف، وهذه حقيقة يجب تثبيتها تاريخياً» و «الشعب كان يطالب بالإصلاح». وأكد أن «النظام السوري أفرغ الحزب (البعث) من مضمونه وتحول إلى أداة تعبئة وتنظيم واسع من البيروقراطيين». وانتقد الرئيس السوري، وقال إن «من تحكم بأوامره واستراتيجيته قمع الثورة هو الرئيس بأوامره واستراتيجيته». كما أكد «يخطئ المثقف المؤيد للثورات الذي لا يرى أن القضايا القومية الكبرى لها دور في تراكم النقمة ضد الاستبداد»، موضحاً أن «القضية الفلسطينية هي أعدل قضية»، لكنه انتقد من أساؤوا استخدام القضية. كما اعتبر بشارة في ندوة «قضايا التحول الديموقراطي في ضوء الثورات العربية» التي أقيمت مساء أول من أمس ضمن سلسلة ندوات لمناسبة «معرض الدوحة الدولي الثالث والعشرين للكتاب» أن المخرج في مصر في ظل التفاعلات الراهنة يكمن «في الانتخابات البرلمانية المقبلة». وحذر من «تحول التعددية إلى شروخ هوية» ومن شق الأحزاب المجتمعَ. وشدد على «الوفاق حول مبادئ الحكم التي تجعلك تحكم ب51 في المئة «. كما رأى أن «الملف القبطي في مصر يحتاج إلى معالجة، هم ليسوا حزباً و «الإخوان المسلمون» مؤهلون لعلاجه، لكن خشيتهم من السلفيين تمنعهم من العمل في شكل صحيح».