أعلنت السلطات التونسية أمس، مقتل إرهابيَين في اشتباكات مع وحدات أمنية وعسكرية في محافظة القصرين غربي البلاد، فيما يترقب التونسيون خطاباً لرئيس الوزراء مهدي جمعة «لإعلان قرارات هامة» وفق ما أعلن مستشاره الإعلامي. وأفاد بيان مشترك لوزارتي الداخلية والدفاع في تونس، بأن «وحدات أمنية وعسكرية اشتبكت مع عناصر مسلحة في منطقة مزرق الشمس في محافظة القصرين، ما أسفر عن مقتل إرهابيين اثنين يُرجح أنهما من جنسية أجنبية وفق المعطيات الأولية». وكانت الوحدات الأمنية والعسكرية في المنطقة الجبلية الحدودية مع الجزائر، ليل أول من أمس، أصابت أحد المسلحين ولاحقته قبل القضاء عليه في أحد المنازل المهجورة. وأشار البيان إلى اعتقال عنصرين في خلية متخصصة في دعم المسلحين المتحصنين في جبل الشعانبي والجبال المحيطة به غربي البلاد. وحجزت القوى الأمنية بندقيتي كلاشنكوف وذخيرتها وقنابل يدوية، فيما بدأت تحرياتها للتعرف على هوية العنصرّين القتيلين، مرجحةً أن أحدهما جزائري وهو أحد العناصر الخطيرة المطلوبة في تونس. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي إن «هذه العملية المشتركة بين وحدات الحرس والجيش أدت إلى جرح آخرين وأن عملية الملاحقة والتمشيط تجري حالياً للقضاء على بقية المجموعة الإرهابية». في غضون ذلك، ينتظر التونسيون خطاباً لرئيس الوزراء «للإعلان عن قرارات هامة» وفق ما أكده مستشاره الإعلامي. وأشارت بعض الأوساط السياسية والإعلامية الى إمكانية أن يترشح جمعة للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ورغم تكتم المقربين منه عن فحوى خطابه الا أن المتابعين انقسموا بين قائل بأن رئيس الحكومة الانتقالية سيعلن ترشحه للرئاسة فيما يؤكد آخرون أن جمعة ملتزم بخارطة الطريق التي تمنع أعضاء الحكومة ورئيسها من الترشح الى الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة. وكان القيادي في حركة «نداء تونس» العلمانية عبد العزيز القطي أكد أن حركة «النهضة» الإسلامية (الكتلة الأكبر في البرلمان) تجمع التوقيعات لصالح جمعة. في المقابل، عبرت أغلب الأحزاب عن رفضها ترشيح جمعة إذ أن «خريطة الطريق تنص على عدم ترشح رئيس الحكومة ووزراءه للانتخابات». ودعا القيادي في الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية في البلاد) سامي الطاهري إلى رفع الالتباس وتوضيح ما يتردد عن ترشح رئيس الحكومة الحالي. وقال: «اذا صح خبر ترشح مهدي جمعة لرئاسة الجمهورية فلن تجرى انتخابات في تونس».