تعاود إيران والدول الست المعنية بملفها النووي في نيويورك اليوم، محادثات تسعى إلى إبرام اتفاق نهائي يطوي الملف. واعتبرت طهران أن تحقيق ذلك يتطلب «قرارات صعبة»، علماً أن الجانبين يناقشان 4 مسائل عالقة. وأعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي التقى نظيرته الأوروبية كاثرين آشتون في نيويورك أمس، أن بلاده ستجري اليوم محادثات ثنائية مع وزراء خارجية الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، ثم يعقد الجانبان غداً اجتماعاً على مستوى الخبراء النوويين. ورجّح ظريف أن يجري الجانبان «مناقشات صعبة جداً، إذ على الجميع اتخاذ قرارات صعبة من أجل دفع هذه العملية» وإبرام اتفاق نهائي بحلول 24 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقالت مصادر في طهران ل»الحياة» إن الإيرانيين سلّموا الغربيين خطة تتعلق بآلية إلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران. وتابعت أن الجانبين يناقشان الآن 4 مسائل عالقة، هي مفاعل آراك الذي يعمل بماء ثقيل، وعدد أجهزة الطرد المركزي المُستخدمة في تخصيب اليورانيوم، ومنشأة فردو المحصنة، إضافة إلى وضع آلية لتفتيش المنشآت العسكرية الإيرانية. وأشارت المصادر إلى أن الغرب اشترط إتاحة تفتيش المنشآت العسكرية الإيرانية 4 مرات في السنة، قبل توقيع أي اتفاق نهائي، لكن القيادة الإيرانية عارضت الأمر بقوة. ونشر الموقع الإلكتروني لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي رسماً بيانياً يكرّر ما أعلنه الأخير من أن «الحوار مع الأميركيين» في إطار المفاوضات النووية «لم يخفّف عداءهم وكان غير مجدٍ». ويظهر في الرسم 4 أشخاص يمثلون المفاوضين الأميركيين، بينهم وزير الخارجية جون كيري ومساعدته ويندي شيرمان. ويقول كيري في الرسم وهو يضرب بقبضته على طاولة، إن «الخيار العسكري على الطاولة إذا أرادت طهران إعادة العمل ببرنامجها لتخصيب اليورانيوم»، متهماً إياها ب»دعم الإرهاب وحزب الله» اللبناني. في المقابل، أشارت شيرمان إلى أن طرفَي المفاوضات «حدّدا أجوبة محتملة لمسائل جوهرية»، مستدركة: «ما زال هناك تباعد كبير في مواقفنا حول مشكلات أخرى محورية، بما في ذلك نطاق قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ومستواه». وزادت: «سيوافق العالم على تجميد العقوبات ورفعها، فقط إذا باشرت إيران عملية مقنعة وقابلة للتحقّق، لتثبت أن برنامجها النووي سلمي تماماً وسيبقى كذلك». أما وزير الاستخبارات الإسرائيلي يوفال شتاينتز فأعرب عن «قلق بالغ»، مضيفاً أن الدولة العبرية «تشعر أن المفاوضات تسير في اتجاه خاطئ». وحذر من إبرام «اتفاق سيء» مع إيران، منبهاً إلى أن الأخيرة قد تحاول استغلال انتهاء ولاية آشتون، لاعتقادها بأن لدى الأخيرة «دافعاً أكبر للتوصل إلى اتفاق». في غضون ذلك، أعلن ناطق باسم الحكومة الإيرانية أن روحاني سيشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مشيراً إلى أن «لا لقاء مقرراً» مع نظيره الأميركي باراك أوباما.