أطلق «بنك اليابان» المركزي أمس ثالث إنعاش نقدي في أربعة أشهر تمهيداً لاتخاذ مزيد من الإجراءات العام المقبل إذ يواجه ضغوطاً مكثّفة من رئيس الوزراء المنتخب، شينزو آبي، لاتخاذ خطوات أكثر جرأة لمواجهة انكماش الأسعار. ولمح المصرف المركزي أيضاً إلى أنه سيحدد مستوى مستهدفاً أعلى للتضخم في اجتماعه المقبل في كانون الثاني (يناير) عندما تكون الحكومة الجديدة تشكلت. وكان آبي الذي فاز «الحزب الديموقراطي الحر» الذي يتزعمه في الانتخابات بغالبية ساحقة وضع استقلال البنك المركزي على المحك من خلال دعواته المتكررة لوضع مستوى مستهدف ملزم للتضخم عند اثنين بالمئة أي مثلي مستواه المستهدف الحالي. ووسّع المصرف برنامجه لشراء الأصول والإقراض بمقدار عشرة تريليونات ين (119 بليون دولار) إلى 101 تريليون ين في خطوة كانت متوقعة على نطاق واسع. وبهذه القرارات الأخيرة عزز المصرف قيمة برنامجه لشراء الأصول خمس مرات هذا العام وهو أكثر تكرار لهذا الإجراء في عام واحد في غضون عشر سنوات. وكانت آخر مرة يلجأ فيها المصرف إلى إجراءات تحفيز مرات كثيرة عام 2001 عندما كانت اليابان تجاهد لاحتواء أزمة مصرفية محلية. وذكر الاقتصادي لدى «جيه بي مورغان»، ماساميتشي أداتشي، «الخطوة التالية هي المستوى المستهدف للتضخم، سيتوصل البنك إلى قرار يكفيه انتقادات آبي لكنه ربما لا يكفي لتجنب شعور ما بخيبة الأمل، آبي لم يتول المنصب بعد. إذا ما نظرنا إلى الطريقة التي يتصرف بها البنك فيمكننا القول إنه فقدان للاستقلالية.» والمستوى المحدد للتضخم حالياً هو واحد في المئة وأوضح المصرف أن نطاقاً بين صفر واثنين في المئة لتضخم أسعار المستهلكين هو المستوى المرغوب لنمو الأسعار في الأجل الطويل. وبنتيجة قرارات المركزي الياباني، ارتفع الين وهبط الدولار 0.45 في المئة عن الإغلاق السابق إلى 84 يناً. وسجل الدولار أعلى مستوى في 20 شهراً أول من أمس عند 84.62 ين مرتفعاً أكثر من ستة في المئة خلال الأسابيع الخمسة الماضية، وبلغ اليورو 111.32 ين منخفضاً نحو 0.45 في المئة عن مستوياته في أواخر التعاملات الأميركية ونزولاً من أعلى مستوى في 16 شهراً البالغ 112.59 ين المسجل أول من أمس. وانخفضت العملة الموحدة أمام الدولار أيضاً بنسبة طفيفة إلى 1.3213 دولار بعدما نزلت من أعلى مستوى في ثمانية أشهر البالغ 1.33085 دولار بعدما جاءت بيانات ثقة الشركات الألمانية أعلى من توقعات السوق. وتراجع الدولار الأسترالي مسجلاً أدنى مستوى في أسبوع عند 1.0464 دولار أميركي قبل أن يعوّض خسائره ليبلغ 1.0483 دولار أميركي. وانخفض الدولار النيوزيلندي إلى أدنى مستوى في نحو أسبوعين عند 0.8330 دولار أميركي بعدما أظهرت بيانات تباطؤ الافتصاد النيوزيلندي أكثر من المتوقع في الربع الثالث. في أسواق المعادن، ارتفع الذهب لكن الغموض الذي يحيط بمحادثات الموازنة الأميركية أبقى المستثمرين في حالة من القلق وأخفق الشراء الفوري في آسيا في رفع الأسعار من أدنى مستوى لها في أكثر من ثلاثة أشهر الذي بلغته هذا الأسبوع. وارتفع الذهب 0.2 في المئة إلى 1669.31 دولار للأونصة ليحوم فوق مستوى دعم رئيس لمتوسط حركته في 200 يوم عند 1660.83 دولار. وصعد الذهب في العقود الأميركية 0.2 في المئة إلى 1670.60 دولار للأونصة. ونزلت الفضة إلى 30.94 دولار للأونصة في أدنى سعر لها منذ الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر). وهبط البلاتين الفوري إلى أدنى مستوى في أسبوعين عند 1574.49 دولار قبل أن يتعافى مسجلاً 1588.74 دولار للأونصة. في حين نزل البلاديوم 0.05 في المئة إلى 690.72 دولار للأونصة.