أعلن منظمو مهرجان CO2 (مصمّمو رقص ومؤلّفو موسيقى) للموسيقى التجريبية والرقص المعاصر، إطلاق الدورة الأولى منه من بيروت، من 28 الجاري وحتى الخامس من الشهر المقبل، في حضور السفير النروجي تسفن أوسي. وألقى الأخير كلمة عبّر فيها عن سعادته لتأسيس المهرجان القائم على فكرة التعاون بين الفنّانين اللبنانيين والنروجيين، داعياً القيمين عليه إلى مزيد من التواصل وألا يقتصر التعاون على المجال الموسيقي فقط. ومن ثم كانت مداخلة لعمر راجح، أحد مسؤولي المهرجان، أوضح فيها للحاضرين فكرة المهرجان الفريد من نوعه الذي يقام برعاية السفارة النروجية في لبنان. وCO2 حصيلة تعاون بين مدير مهرجان «بايبود» للرقص المعاصر عمر راجح، ومدير مهرجان «ارتجال» للموسيقى التجريبية شريف صحناوي، والمخرج أحمد غصين. تقوم الفكرة على تقديم أعمال مشتركة بين فنانين ومصممي رقص وراقصين وموسيقيين ارتجاليين لبنانيين ونروجيين نتجت من «إقامات فنّية» في لبنان ونروج وإسبانيا. يشكّل المهرجان خروجاً عن السائد في المهرجانات الفنية القائمة على تقديم عروض فنية معدّة مسبقاً، إذ إنّ قوام «الإقامات الفنية» المقترحة يتمحور على «إقامة» الفنانين مع بعضهم بعضاً لمدة، يخرجون بعدها بعمل فني مشترك يقدّم للمشاهدين. هذا الأمر يجعل من المهرجان نوعاً من «مختبر فني تجريبي» يعزّز التعاون بين أدوات الرقص والموسيقى اللذين سيقدمان في مسرح «المدينة» وفي المساحات العامة في بيروت وزحلة ودير القمر وبعقلين. ويبتكر هذا الواقع منصات فنيّة تشجّع على ابتكار أعمال خارجة على مألوف المسرح التقليدي أو صالات العرض وتجعل من المهرجان «نزهة فنية» هادفة إلى اكتشاف المساحات العامة واختبارها. وأشار راجح في حديث إلى «الحياة» إلى أنّ اسم المهرجان مبتكر لأنه يحيل أيضا إلى فكرة الهروب من غاز «ثاني أوكسيد الكربون» المنتشر بكثافة في المدينة والمساحات المغلقة، والخروج إلى المناطق لتنشّق الأوكسيجين في الحياة الفنية. وشددّ المخرج أحمد غصين على أهمية تبادل الخبرات الفنية للمهرجان كاشفاً أن نسخته الثانية ستنظم في العاصمة النروجية أوسلو السنة المقبلة. وسيكون الافتتاح مع فرقة FIELDWORKS للفنانين البلجيكي هاين أفدال والنروجي يوكيكو شينوزاكي، بالاشتراك مع الفنان اللبناني ربيع بعيني، وسيقدّمون عملين يعالجان فيهما تأثير المكان في الجسد. أما الفرقة الثانية فتضم سينتيا زافين، عازفة موسيقى وفنانة مقيمة في بيروت متخصصة بالموسيقى المعاصرة والارتجالية، والراقصة اللبنانية ميا حبيس وعازف الدرامز النروجي Øyvind Skarbø، وسيتعاونون على تقديم عرض تحت اسم «الغرفة» وهو حصيلة إقامة فنّية لمدة أسبوعين في بيروت وعبارة عن حوار قائم بين راقصة وعازف درامز وعازفة بيانو. وسيقدم الفنان الايراني هومان شريفي عرض «في النهاية كلّ نظام يتحرر من خوفه»، ويتمحور على التضحية الذاتية وارتباط الكل بعضهم ببعض كفريق واحد. وستشارك أيضاً فرقة «أتوميك» التي تضم خمسة موسيقيين من السويد ونروج، وتتميّز بالجمع بين موسيقى الجاز الأميركي وموسيقى الجاز الأوروبي والموسيقى المرتجلة. ويشارك الفنان اللبناني ربيع البعيني وعازف موسيقى الجاز الحرة والارتجالية الأميركي تشارلز كوهين في كونشرتو موسيقي حر لفرقة نروجية. ويشارك أيضاً الراقص والمصمّم المغربي توفيق ازديدو الذي يعتبر أحد أهم ممثلي الرقص المعاصر في شمال إفريقيا، مع فرقة Naturkunde Museum Ostbayern النروجية. أما العرض الختامي «الوقت يسرق الوقت» فهو نتيجة تعاون بين غاي نادر وماريا كامبوس اللذين أسسا فرقة مستقلّة في برشلونة عام 2006 مع المخرج والمنتج الموسيقي وعازف الدرامز نيكولاس ساندبرغ.