كشفت مصادر فلسطينية موثوق بها ل «الحياة» أن مجلس الشورى العام لحركة «حماس» سيعقد اجتماعاً الأسبوع المقبل سيتم خلاله انتخاب رئيس جديد للمكتب السياسي للحركة. وتوقعت ان يكون نائب الرئيس الحالي للمكتب السياسي موسى أبو مرزوق أبرز المرشحين لهذا المنصب، خصوصاً بعد تراجع رئيس الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية عن ترشيح نفسه. ورجحت المصادر أن تعقد الاجتماعات في الدوحة بعدما بات عقدها متعذراً في الخرطوم كما كان متوقعاً، نظراً للوضع الأمني في العاصمة السودانية. وبهذا الاجتماع تنهي «حماس» انتخاباتها الداخلية، في غزة والضفة والخارج، والتي بدأت منذ أكثر من عام، وحصد خلالها هنية أعلى الأصوات في إقليمغزة وأصبح بموجبها رئيساً للحركة في القطاع إلى جانب موقعه رئيساً للوزراء. في السياق ذاته سألت «الحياة» أبو مرزوق عما يتردد بأنه الأكثر حظاً لنيل موقع رئاسة الحركة فأجاب: «لا مجال للنفي أو التأكيد. هذا الأمر يتعلق بالاجتماعات الداخلية للحركة». وفي ملف المصالحة، ذكر أبو مرزوق أنها «توقفت في السابق بسبب اشتراطات حركة فتح بضرورة إنجاز الانتخابات أولاً. ونحن نرى أن الانتخابات تعمّق الانقسام ولا تؤدي إلى وحدة الشعب الفلسطيني. لذلك فالأولوية لإنجاز ملف الحكومة، أي تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتوافق، ومن ثم إجراء انتخابات شاملة، تشريعية ورئاسية وانتخابات مجلس وطني فلسطيني»، مشدداً على ضرورة إنهاء الانقسام والخروج من الوضع الراهن. ورداً على الأنباء عن احتمال ترشيح «حماس» رئيساً للسلطة الفلسطينية أو لمنظمة التحرير، كما يتردد عن نية رئيس المكتب السياسي خالد مشعل ترشيح نفسه رئيساً للمنظمة، قال ابو مرزوق: «نحن لم ندرس هذا الطرح بعد، لكنه غير مستبعد طالما أننا دخلنا السلطة والمنظمة والتشريعي. إن الترشيح في كل المواقع متاح، وليست هنالك حدود لشغل أي منصب»، لكنه لفت إلى أن «كل منصب يحتاج قبل أن يتم شغله إلى قرار منفصل من قيادة الحركة». وتعليقاً على ما نشر عن اتصالات جرت بين حركة «حماس» وجهات أميركية، أجاب ابو مرزوق: «ليس لدينا أي تحفظ عن إجراء أي اتصالات مع أي جهة دولية، سواء مع الأميركيين أو غيرهم. لكننا نرفض إطلاقاً إجراء اتصالات مع الإسرائيليين، فهذا الأمر غير مطروح بتاتاً». مضيفاً أن «الأميركيين لا يريدون إجراء أي اتصال مع حماس، ويحاسبون ويعاقبون من يتصل بنا»، لافتاً إلى أن الأميركيين «يعتبرون حماس حركة إرهابية محظور التعاطي معها... ونحن من جانبنا لا مانع لدينا من القيام بأي اتصال يمكن أن يفيد قضيتنا الفلسطينية». من جهة أخرى، أوضح أبو مرزوق ان «الزيارات الأخيرة لقيادات حماس الى قطاع غزة جرى الترتيب والإعداد لها منذ فترة للمشاركة في احتفالات الذكرى ال 25 لانطلاق الحركة... أي قبيل العدوان الإسرائيلي على غزة»، لافتاً إلى أن «تزامن الزيارة عقب انتهاء العدوان الإسرائيلي وفور إبرام اتفاق التهدئة جاء بالمصادفة المحضة ولم يتم الإعداد له مسبقاً»، وقال: «هذه الظروف شاءت أن تكون هذه الزيارة تاريخية».