تمكنت الطبيبة السعودية آلاء بحري من اكتساح مجال تركيب العيون وتصنيعها كأول اختصاصية سعودية تتخصص في تركيب وصناعة العيون الاصطناعية لمن فقدوا أعينهم نتيجة حوادث أو أورام، إذ تمكنت من افتتاح أول عيادة مرخصة ومتخصصة في تصنيع وتركيب العين الصناعية بالمملكة والتي «تصنع يدوياً في عيادتها» بهدف مساعدة المحتاجين إلى ذلك وإعطائهم فرصة الظهور بشكل طبيعي في المجتمع. وتقول بحري عن مشوار كفاحها الذي أوصلها إلى هذه المكانة في مجالها في حوارها مع الحياة: «بدأت أتعلم هذه المهنة بإسبانيا في عيادة أشهر اختصاصي عيون اصطناعية معتمد من مستشفى باركير العالمي والشهير للعيون الاختصاصي خابير ليسيكا ولمدة ثلاث سنوات ثم علمت أن هناك جمعية متخصصة في هذا العمل بأميركا ولديهم تقنيات متطورة في هذا المجال فسافرت وانضممت إلى عيادة الاختصاصي سوبر في هيوستن إذ تدربت عنده لمدة تقارب السنة بعدها عدت إلى السعودية كذلك تدربت ستة أشهر أيضاً بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون». وعن اختيارها هذا التخصص تستطرد «شدني هذا التخصص فهو نادر ولا يوجد اختصاصيو عيون صناعية في السعودية، لذا أحببت أن أكون أول من يبادر في مساعدة هذه الفئة من المجتمع»، وتؤكد على أن شعورها بضعف الأشخاص حيال فقدان إحدى العينين هو الذي غرس بداخلها هذه الرغبة الكبيرة بمساعدتهم «فقد مررت بتجربة فقدان شخص لإحدى عينيه، وعشت معه مأساته بالفقد ومعاناته بعدم وجود اختصاصي عيون صناعية بالسعودية، واضطراره للسفر إلى الخارج ما جعلني أود دراسة الموضوع ومساعدة مثل هذه الفئة التي حرمت من أجمل الحواس، فهم بذلك يستعيدون ثقتهم وجمالهم ويمارسون حياتهم الطبيعية. وتحكي قائلة: «واجهتني صعوبات كثيرة خلال دراستي إذ تركت أهلي وأنا في 18 من عمري، وكانت الغربة صعبة علي، ولم أكن أجيد اللغة الإسبانية في بداية دراستي هناك، ولكن سهل ذلك علي إقناع والدي لمدربي الإسباني بأن يوافق على السكن مع عائلته، وواجهت صعوبات أيضاً في أميركا إذ سكنت بمفردي وكان التدريب والحياة أكثر قسوة، أما بالنسبة لعملي في العيادة ما واجهني من تحد كبير في إجادة صناعة العين الاصطناعية أقرب ما تكون للعين الطبيعية». وأضافت أن دور والديها كان كبيراً في مشوار كفاحها ولولا تشجيعهما ودعمهما لها لما وصلت إلى ما وصلت إليه فهما من شجعها على اختيار هذا التخصص النادر والمتميز «وما زالا يدعمانني حتى الآن لكي أنجح وأكبر كل يوم وأبدع وأحقق هذا الإنجاز». وتستشهد بحري بتجربة عاشتها في عيادتها حينما زارتها فتاة لم تبلغ سوى 20 ربيعاً، «جاءتني الفتاة مع والدتها ونفسيتها مدمرة وثقتها في شكلها منعدمة إذ فقدت إحدى عينيها ولم تُركِّب في حياتها عيناً اصطناعية، وقمت بتركيب العين لها، وتابعت حالتها حتى استعادت ابتسامتها من جديد وعادت لها ثقتها بمظهرها وعبرت لي قائلة «سأحضر أول حفلة زفاف في حياتي بعيني الجديدة وسألبس أجمل فستان وسأضع أجمل ماكياج وسأعمل أحلى تسريحة شعر» حينها فرحت كثيراً وشعرت بأنني أدخلت البهجة على قلب إنسانة محرومة من جمال الشكل فضلاً عن فقدانها البصر مما زاد إرادتي قوة وعزيمة في استكمال مشواري المهني». وترى بحري أن طموحها لن ينتهي إلى هذا الحد «فقصص الكفاح غالباً ما تستمر بحياة شخوصها» على حد قولها، كما أشارت الطبيبة إلى أن أحلامها وطموحاتها لا تزال كثيرة إذ تتمنى «الحصول على البورد الأميركي في العالم العربي كأول اختصاصية عيون اصطناعية، فأنا في مرحلة تحضير لأن أكون عضوة في الجمعية أولاً، ومن ثم أبدأ في مرحلة الحصول على البورد والتي تتطلب أن أكرس 60 في المئة من ساعات العمل العادية كحد أدنى وإكمال 16 ساعة من الخبرة وكذلك اجتياز أربع مراحل تدريبية لتقدم مستوى الفحص واجتياز الامتحانات المقدمة من الجمعية».