حذر خبراء في البيئة وإدارة النفايات من زيادة مطردة وبنسب كبيرة للنفايات في المملكة بمختلف أشكالها وأنواعها، الصناعية والطبية والمنزلية، محذرين من أن عدم الوصول إلى حلول سريعة وآمنة للتخلص منها سيتسبب في مشكلات بيئية وخسائر مالية كبيرة يصعب علاجها في المستقبل. وأشاروا في ورشة عمل «الإدارة الآمنة للنفايات» التي نظمتها الغرفة التجارية بالشرقية، أمس، إلى الاستفادة من هذه النفايات لتكون مصادر أولية لمنتجات أخرى، أو لتوليد الطاقة، داعين إلى رفع مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع خصوصاً ربات المنازل بضرورة فرز النفايات للتقليل من مخاطرها. ودعت الورشة التي أقيمت في مقر الغرفة إلى وضع سياسة واضحة لإدارة النفايات في المدن الكبرى في المملكة باعتبارها من أكثر المناطق إنتاجاً للنفايات الصلبة، مقترحة فرض رسوم على إنتاج النفايات لتقليل حجمها ومطالبة باستغلال الطاقة الناتجة عن النفايات. وقال عمر عودة من جامعة الأمير محمد بن فهد: «إن النفايات تمثل مشكلة حقيقية، خصوصاً في ظل استمرار المؤسسات التجارية والمنازل في التخلص في شكل يومي من عشرات الأطنان بخلاف المخلفات الناجمة عن البناء والتي تصنف باعتبارها مخلفات صناعية»، محذراً من خطورة استمرار الوضع الراهن، خصوصاً أن التوسع في «المكبات» خارج المدن لا يشكل حلاً مناسباً في ظل التوسع العمراني، ما يعني وقوع المكبات داخل المدن في غضون عقدين من الزمن. بدوره، كشف الدكتور محمد العماني من أمانة المنطقة الشرقية، أن الأمانة أبرمت اتفاقاً مع إحدى الشركات الخاصة لإنشاء مصنع لإعادة تدوير الإطارات، مبيناً أن الاتفاق ينص على ضرورة اعتماد آلية جديدة في عملية التخلص من الإطارات وعدم تخزينها في الأرض. وأضاف أن الأمانة بصدد إعداد كراسة لمشروع إعادة تدوير الأنقاض تمهيداً لطرح المشروع أمام الشركات للاستثمار، مبيناً أن الأمانة تنفذ برنامج فرز وتدوير النفايات المنزلية باعتباره طريقاً لدخول الشركات الخاصة، مضيفاً أن الأمانة اعتمدت هذه الآلية بعد اكتشافها عزوف المستثمرين عن إنشاء مثل هذه المصانع وبالتالي فإن الآلية المستقبلية تعتمد على تأجير المصانع للشركات بهدف تشغيلها. من جهته، أكد الدكتور عمر آغا من جامعة الدمام أن حجم النفايات المنزلية في المملكة في زيادة مضطردة، بحكم التوسع العمراني وزيادة عدد السكان، مطالباً بضرورة رفع مستوى التوعية بأهمية التخلص من النفايات واستثمارها في توليد الطاقة، مشدداً على أهمية وضع آلية مثالية لطريقة استخدام النفايات من خلال الدراسات والأرقام. أما مدير إدارة صحة البيئة والصحة المهنية في صحة الشرقية الدكتور عبدالمحسن بن محمد العلوان، فأوضح أن المصادر الرئيسية لإنتاج النفايات الطبية هي المستشفيات، والمراكز الصحية، والمختبرات، والمراكز البحثية، ومراكز التشريح، وبنوك الدم، ومراكز إيواء العجزة. أما الدكتور حسين البشري من الهيئة الملكة الهيئة الملكية في معالجة النفايات الصناعية في مدينة الجبيل الصناعية، فأكد أن أكثر من 200 نوع من النفايات الصناعية يتم إنتاجها في المدينة، وحالياً توجد شركتان تقومان بمعالجة النفايات الصناعية والتخلص منها، إضافة إلى شركات عدة لتدوير النفايات تعمل بنجاح في معالجة أصناف مختلفة من النفايات. وذكر أن الهيئة الملكية وافقت على تأهيل إحدى الشركات للاستفادة من الزيوت الراجعة وبقاياها في مشروع يبدأ في العام 2013، كما تمت الموافقة على شركتين مؤهلتين في معالجة النفايات وتدويرها، داعياً إلى إيجاد نظام إداري شامل من أجل تأكيد معالجة النفايات الصناعية بطريقة ذات مستوى عالي من الجودة. وتحدث المهندس سلمان الخالدي من شركة أرامكو السعودية، عن تجرية الشركة في معالجة النفايات والتخلص منها بطريقة سريعة، مؤكداً أهمية الاستفادة من النفايات وتحويلها الى طاقة. من ناحيته، قال الدكتور محمد زيادة من مكتب الطاقة الخليجية للاستشارات البيئية، أن عدد مكاتب البيئية العاملة في المملكة يبلغ 50 مكتباً موزعة على جهات حكومية وخاصة، منها 10 مكاتب بيئية في المنطقة الشرقية تقدم استشارات للمؤسسات والشركات.