أيّد بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس إغناطيوس الرابع هزيم هواجس البطريرك الماروني بشارة الراعي من وصول «حُكم سلفي في دمشق»، موضحاً «اننا نعبّر عن الأمر نفسه ولكن بطريقتين مختلفتين، ونحن لا نخاف من الحاضر، فمنذ ثلاثين سنة وحتى اليوم لم يصدر أي شيء ضد المسيحيين خلافاً لما يحدث في مصر والعراق». وزار هزيم امس، الرئيس اللبناني ميشال سليمان وبحثا في التطورات «والوجود المسيحي في المنطقة»، بحسب البيان الصادر عن المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري، ولاحقاً اعلنت البطريركية في بيان ان هزيم «اثار اوضاع الطائفة الارثوذكسية والاجحاف اللاحق بها وضرورة تصحيح الغبن لكي تتمكن الطائفة من تأدية دورها وخدمة الوطن على اكمل وجه». وابدى هزيم «ارتياحه وتفاؤله بمستقبل لبنان وتمنى الاستقرار والازدهار للبنان وسورية»، ونقل عن سليمان «تفهمه للنقاط التي اثارها غبطته واكد له دعمه لكل ما هو محق للطائفة الارثوذكسية وغيرها من الطوائف». وقال هزيم لإذاعة «صوت لبنان»: «المسيحيون في سورية لا يتجاوزون مطالب الشعب السوري، لكنهم حذرون»، وقال: «لسنا في مواجهة مع أحد، لأننا وطنيون، ولسنا مع زيد أو عمرو، ولا نعمل في السياسة، ووجودنا هو المسألة الضرورية وما تجب المحافظة عليه، لأنه خلاصنا»، نافياًَ ان تكون «أولوية المسيحيين هي الحفاظ على وجودهم على حساب الحرية وحقوق الإنسان التي تنادي بها التعاليم المسيحية». ولفت إلى «عدم وجود حوار مع أحد من الثوار السوريين»، واعتبر أن «الثوار إلى جانب المسيحيين لأنّهم يثورون ضد الذين يقومون بإيذائهم، والمسيحيون في سورية لا يؤذون أحداً»، مشدداً على أن «المسيحيين في سورية أحرار»، وموضحاً أن «الفارق بين لبنان وسورية هو أن المسيحيين لا يصلون إلى المناصب لأنهم أقلية». وأكد «أننا لا نؤمن بالقتل»، معتبراً أن «كل الطوائف غريبة عن سياسة الحل الأمني، ومَن ليس غريباً عنه يسير به، لكننا كأقلية لا نستطيع أن نغير شيئاً، فعددنا النيابي قليل ونريد السترة». وإذ تمنى «أن يكون للتغيير نتائج إيجابية على الشعب»، قال: «نحن لا نستطيع أن نغير الواقع لأننا قلّة»، مشككاً بحدوث حرب أهلية في سورية ومتمنياً ألاّ يتأثر لبنان بما سيحدث فيها. وعن الحوار الروحي المشرقي الذي تحدث عنه رئيس حزب «الكتائب» أمين الجميل، قال هزيم: «المسألة ليست مسألة حوارات، بل مسألة حياة يومية اجتماعية بين المواطنين، بصرف النظر عن دين أو طائفة كل واحد منهم». ونفى هزيم ما نقل عنه بأن مطران بيروت إلياس عوده «يجب أن يرتاح»، مؤكداً أنه لم يصدر عنه شيء من هذا القبيل. وتحدث عن «نواب ووزراء في لبنان لا يمثلون حقيقة الطائفة الأرثوذكسية»، داعياً إلى «قانون يكفل تمثيل الأرثوذكس بشكل صحيح»، من دون تحديد.