بعد قيادته الحزب الديمومقراطي الليبرالي المحافظ الى فوز في الانتخابات النيابية، تعهد رئيس الوزراء الياباني المقبل شينزو آبي امس، إحياء اقتصاد بلاده وتعزيز أمنها القومي، مشدداً على أن سيادة طوكيو على جزر تطالب بها بكين، «ليست قابلة للتفاوض». وأعلن الحزب الديمومقراطي الليبرالي فوزه ب294 مقعداً من اصل 480 في مجلس النواب، فيما نال حليفه حزب «نيو كوميتو» 31 مقعداً، ما يمنحهما غالبية الثلثين، ويتيح لهما تجاوز مجلس الشيوخ الذي لا يسيطر عليه أي حزب. وأعلن رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا استقالته من زعامة الحزب الديموقراطي الياباني الحاكم الذي نال 57 مقعداً فقط. وقال: «آخذ هذه النتيجة جدياً، وأريد ان اعتذر بشدة لعدم قدرتي على تحقيق نتائج». لكنه أشار الى تدني نسبة المشاركة في الاقتراع، قائلاً: «هذا لا يعني ان الحزب الديموقراطي الليبرالي استعاد ثقة كاملة. أعتقد بأن هذه النتيجة تعني لا للارتباك السياسي للحزب الديموقراطي الياباني، وسيراقب الناس عن كثب هل أن الحزب قادر على تحقيق توقعاته». وأضاف: «لم نتكمن من تحقيق تطلعات الشعب، عندما جئنا الى الحكومة عام 2009. يجب ان يتحمل الساسة مسؤولية النتائج». اما آبي فأعلن أنه سيشكل حكومته في 26 من الشهر الجاري، مشيراً الى نيته استعادة مجلس السياسات الاقتصادية والمالية الذي كان قائماً حين كان حزبه في السلطة، وسيطلب من محافظ المصرف المركزي حضور اجتماعاته. وقال: «علينا التغلب على الأزمة التي تمرّ بها اليابان. تعهدنا إخراج البلاد من الانكماش وتصحيح وضع الين القوي. الوضع خطر، لكننا نحتاج إلى القيام بذلك. وينطبق الأمر ذاته على الأمن القومي والديبلوماسية». اليابان - الصين وتطرّق آبي الى جزر «سنكاكو» غير المأهولة في بحر الصين الشرقي، والمتنازع عليها مع بكين التي تسميها «دياويو»، قائلاً: «جزر سنكاكو جزء لا يتجزأ من الاراضي اليابانية، وهذا غير قابل للتفاوض. الصين تتحدى كون (هذه الجزر) جزءاً لا يتجزأ من الاراضي اليابانية، وهدفنا وقف هذا التحدي». لكنه استدرك: «ليس ننوي التسبّب بتدهور العلاقات في شكل اكبر بين اليابان والصين». في المقايل، قال ناطق باسم الخارجية الصينية: «اننا قلقون جداً للتوجه الذي قد تتخذه اليابان». وأضاف ان الجزر المتنازع عليها «جزء لا يتجزأ من الاراضي الصينية»، مستدركاً ان الصين «مستعدة للعمل مع اليابان على اقامة علاقات اكثر استقراراً». ووصف التلفزيون الصيني جد شينزو آبي، نوبوسوكي كيشي، بأنه «مجرم حرب من الفئة الاولى» خلال الحرب العالمية الثانية. وهنأ الرئيس الاميركي باراك اوباما آبي بفوزه في الانتخابات، وأبلغه ان «التحالف الاميركي - الياباني هو حجر الزاوية في السلام والازدهار في منطقة آسيا - المحيط الهادئ»، ونيته «العمل في شكل وثيق مع الحكومة اليابانية المقبلة، حول مسائل ثنائية واقليمية وعالمية».