مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وكثرة ارتياد أفراد المجتمع لها والتفاعل معها، بنشرهم ليومياتهم وكتاباتهم، إضافة إلى جمعه للمهتمين في مجال معين، ليكون لهم الملتقى الافتراضي الذي يتناولون فيه ما يهمهم من المواضيع، ليصبح العالم أجمع قرية صغيرة مهما اتسعت رقعته، فلم يعد الكثير من الشباب في حاجة إلى محلٍ تجاري، أو منفذ بيع لعرض وتسويق منتجاته المستوردة أو المصنوعة محلياً على المستهلكين، فبمجرد النقر على أزرار لوحة المفاتيح. وفي أيقونة البحث لموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» عن أي منتج يرغب الشخص في شرائه أو الاطلاع على الموديلات الجديدة منه، تظهر له الكثير من الصفحات الترويجية تعود ملكيتها إلى أشخاص فرديين، لم تسنح لهم الفرصة في افتتاح محالٍ تجارية على أرض الواقع، ليستغنوا عنها ب»بازارات» افتراضية تقدم صوراً للمنتجات يبين أشكالها وألوانها، وليس على المشتري سوى الاتصال على أرقام وضعها هؤلاء الأشخاص، لطلبها ومعرفة طريقة الدفع. فعلى رغم وجود صفحات «إشهار» لكبار الشركات التي تبيع منتجاتها الأصلية، وتروج لها في العالم الافتراضي، في محاولة منها لجذب محبي المنتج، والتقرب التودد لهم «أحياناً»، إلا أن الصفحات الفردية التي تبيع ما لذ وطاب ل»الفيسبوكيين» أصبحت تلاقي رواجاً لدى المتفاعلين فيه، سواءً أكان ذلك للاطلاع وإشباع رغبة العلم بالشيء أم الوصول إلى الدخول في مفاوضات لاقتنائها. «الحياة» تجولت بين صفحات «فيسبوك»، لتجد الكثير من الصفحات الفردية التي تعرض خدماتها وتوفرها للراغبين في اقتناء منتجاتها التي كان «للمقلدة» منها نصيب الأسد بين المعروض، فالساعات والنظارات وحتى الحقائب المقلدة تباع خفية في سوق إلكترونية، أشبه بالسوق «السوداء»، تعرض مختلف الماركات العالمية المقلدة، بأسعار زهيدة في متناول الجميع، ليجاري بها البسطاء فخامة الأغنياء. السلع المعروضة لم تقتصر على الماركات المقلدة من ساعات وحقائب وغيرها، بل تجاوزت ذلك كله، لتصل إلى تأجير وبيع فساتين الأفراح النسائية، و»القمصان» المقلدة للماركات العالمية، إضافة إلى بيع خلطات «التبييض» للسيدات، ومختلف أنواع «البخور» و»دهن العود» والكريمات العطرية، وأنواع عدة من العطور «المقلدة». معروضات «فيسبوك» لم تقتصر فقط على الملبوسات والمنتجات الرفاهية، فحتى «قطع غيار» السيارات وجدت لها مكاناً في السوق الشعبية السوداء «الإلكترونية»، بعد ظهور صفحات اهتمت ببيعها وتوفيرها للراغبين في الحصول عليها. كثرة المعروضات في السوق ال«فيسبوكية» دفعت بالكثير من العارضين إلى جذب الزبائن بتقديم خدمات متنوعة، كتوصيل الطلبات، والدفع الإلكتروني، أو حتى إعادة السلعة في حال عدم مطابقتها للصورة المعروضة، كما يتيح للمشتري إمكان التراجع عن الشراء في حال عدم الرضى عن جودة المنتج، ولكن يبقى هنا السؤال الأهم، مَنْ هي «عين الرقيب» التي ستحمي المستهلكين من سوق «فيسبوك» السوداء؟ صفحات عدة في «فيسبوك» تنشر إعلانات عن منتجات مقلدة