كشف إقبال عدد كبير من أفراد المجتمع على شراء السلع المقلدة عن تواضع ميزانية كثير من الأسر في تلبية احتياجاتها الخاصة، إلى جانب رغبة البعض منهم اللحاق بموكب»الموضة» العالمية؛ حتى لو كان ذلك من فائض «قمامة المصانع» المنتجة؛ متجاهلين بذلك الأخطار الصحية الناتجة عن استخدامها. وساهم الكثير من المحلات التي تدعي طرح عروض لتخفيض الأسعار في زيادة مبيعاتهم على حساب صحة المجتمع الذي يجري خلف أي تخفيضات تساعدهم على تخفيف مصاريفهم وفواتيرهم التي تزداد شهرياً؛ رغم الثبات الذي يشهده دخلهم الشهري منذ سنوات. تواضع ميزانية الأسرة وأكد عبد الله الناصر على أن الأسر الفقيرة لم تجد سبيلاً لتوفير مستلزماتها من الأواني المنزلية والملابس وأدوات التنظيف إلاّ من محلات "ابو ريالين" التي تنتشر في الكثير من المدن ويقصدها المستهلكون طوال أيام السنة؛ باحثين عن أرخص الأسعار على حساب صحتهم، مشيراً إلى أن محلات "ابو ريالين" سحبت البساط من تحت أرجل المحلات الكبرى وذلك لأن أسعارها في متناول الجميع. وعي مفقود وعلى الرغم من اضطرار كثير من الأسر على شراء المنتجات التقليدية، إلاّ ان المواطن السواد يرفض طلبات أفراد عائلته بشراء المنتجات المباعة في بعض المحلات بداعي رخص ثمنها، وذلك لاقتناعه بالأضرار التي قد تنتج من استخدامها، أو لتلفها السريع، خصوصا مواد التنظيف والأواني المنزلية، إضافة لألعاب الأطفال البلاستيكية. ووصف مصطفى المزعل محلات البيع (أبو ريالين أو كل شيء بخمسة أو عشرة ريالات) ب"قمامة المصانع" الآسيوية، مطالباً بعدم استغلال حاجة الأسر وبيعها منتجات ذات جودة سيئة، وقال:"ليس كل المنتجات الرخيصة سيئة، ولكن هناك منتجات تدعي الجودة والأصالة وسعرها رخيص جداً، مما يجعل الشك يساور أي شخص يريد ان يقتنيها بينما البعض قد تنطلي عليه الخدعة ليكتشف فيما بعد انه راح ضحية لمنتجات لا تستحق نصف قيمتها". مخرج من الأزمة بينما يذكر إبراهيم عيسى أن موسم العودة إلى المدارس مثلاً قد يسبب الكثير من الضغط المالي، خصوصاً وأن عدد أبنائه وبناته يصل إلى 7 ما بين الابتدائي والمتوسط، مشيراً إلى أن محلات "ابو ريالين" أو" كل شيء بعشرة أو أكثر" تكون كالمنقذ لهم خصوصاً في الفترات التي تجمع أكثر من مناسبة كالعودة إلى المدارس والأعياد، إضافة لبعض المناسبات الاجتماعية. عبدالعزيز الشايع طرق التقليد لم يقتصر تقليد المنتجات على سلع معينة، بل أصبح ينتشر ليشمل الكثير منها كالأجهزة والملابس والأقراص المدمجة إضافة لقطع غيار السيارات والاداوت الالكترونية. ويتساهل البعض بخطورة المنتجات المقلدة التي لا تتعلق بالاستخدام الجسدي كالعطور والماكياج والملابس والمنسوجات، مما يؤدي لوقوع بعض الحوادث كالحريق أو تلف لبعض الأجهزة الالكترونية أو حوادث مرورية من خلال استخدام توصيلات كهربائية رديئة أو قطع غيار للسيارات المقلدة، ما يؤكد بأن أغلب المنتجات غير الأصلية قد تؤدي لوقوع عواقب وخيمة تسبب الندم مستقبلاً. ويتفق الأغلبية على خطورة المنتجات ذات الصلة بصحة الإنسان كمستحضرات التجميل بمختلف أنواعها التي أثبتت الدراسات أنها تسبب الكثير من الإصابات والأمراض كالحساسية أو الالتهابات المختلفة والتهيج الشديد للجلد والجيوب الأنفية، وذلك لما تحتويه من نسب عالية من التركيبات الكيماوية المضرة. الأدوات المكتبية وتشهد الأسواق عادة حربا قوية في المنافسة على استقطاب الزبائن والمستهلكين في الكثير من المواسم كالعودة إلى المدارس والأعياد إضافة لدخول الشتاء أو الصيف، إلا أن الغلبة في كثير من الأحيان تكون للمحلات التي تشهد انخفاضاً في أسعار منتجاتها حتى وان كانت الجودة دون المستوى. هذا ما يؤكده عباس أحد العاملين في أحد القرطاسيات في محافظة القطيف؛ والذي يؤكد بأن الزبائن أصبحوا يتوجهون لمحلات أبو ريالين التي تبيع أدوات القرطاسية كالدفاتر والأقلام وغيرها بأسعار زهيدة، مستغرباً كيف يصرح لمحل واحد بالجمع بين مواد مكتبية وقرطاسيه مع أوانٍ منزلية وأدوات تنظيف وغيرها، مما يسبب لنا كأصحاب مكتبات وقرطاسيه خسائر كبيرة في الوقت الذي كنا ننتظر تعويض الركود الذي نتعرض لها طوال العام!. النظارات الشمسية ويبرر زكريا الابراهيم الذي يمتلك محلا لبيع النظارات قيام بعض التجار ببيع نظارات مقلدة على ماركات معروفة عالمياً ويصعب اكتشاف تقليدها بأسعار باهظة رغم انها مقلدة وقد تسبب أضرارا كثيرة لمستخدميها. ونصح الابراهيم المستهلكين عدم جعل السعر هو العامل الحاسم لشراء نظاراتهم الشمسية وغيرها، وذلك لأن الأنواع الرخيصة قد تلحق ضرراً بالغاً بالعيون لأنها لا توفر الحماية الكافية من الأشعة فوق البنفسجية، إضافة بأن الزجاج الملون يؤدي في كثير من الأحيان لاتساع حدقة العين مما يلحق ضررا أكبر بالعين جراء تعرضها للأشعة فوق البنفسجية. العلوي يتحدث عن أخطار كحل العين المقلد تقليد العطور ويشرح نجيب علوي الذي يمتلك محلا لبيع العطور ومستحضرات التجميل الطريقة التي يستخدمها بعض التجار لبيع العطور، وذلك بشراء كمية أصلية ومثلها مقلدة تقليدا متقنا ليقوم ببيع الكمية الأصلية بسعر السوق ومن ثم يبيع الكمية الأخرى من خلال طرحه لتخفيضات على منتجاته المقلدة ما يجعل الكثير من المتسوقين يسارعون لشراء العطور بعد تخفيضها دون أن يعلموا أنها مقلدة!!. ويضيف "هناك من المستهلكين من يبحث عن العطور المقلدة، إلا أننا لا نوفرها وذلك لاحترامنا للزبون في الدرجة الأولى وللمحافظة على صحتهم، إضافة لرغبتنا بالمحافظة على اسمنا في السوق الذي امتد لعقود طويلة". مستحضرات التجميل بينما أوضح شقيقه محفوظ علوي أن مستحضرات التجميل والكريمات المقلدة تنتشر بشكل كبير في الأسواق الرخيصة؛ والتي تسبب الكثير من الأضرار للمستهلكين الذين يجرون خلف السعر المنخفض دون النظر لما تحتويه من مكونات غير صحية تؤثر على صحتهم. وقال إن هناك الكثير من الزبائن يفضلون الماركات العالمية مهما كان ثمنها لمعرفتهم بجودتها، مشيراً إلى أن"هناك ماركات غالية وغيرها أقل منها سعراً، حسين سواد إلا أنها أصلية، لذلك نوفرها، وذلك لاتاحه أكبر قدر ممكن من الخيارات لدى العميل أو المستهلك بعيداً عن المنتجات المقلدة الرخيصة التي تسبب الضرر للزبائن، كما تسبب الضرر لنا نحن كبائعين أيضاً من جراء التعامل بها وتخزينها". آثار السلع المقلدة صحياً ويذكر د.علي السيهاتي أن مستخدمي المواد المقلدة من عطور ومستحضرات تجميل يتعرضون في بادئ الأمر لتهيجات جلدية وحساسية تتضاعف لتصل إلى أمراض السرطانات الجلدية، كما تسبب بعض المستحضرات هالات سوداء تحت أسفل العين، إضافة لترهلات وتجاعيد يصعب علاجها. حماية المستهلك ويتساءل هيثم درويش وحسين سواد عن دور حماية المستهلك في مراقبة المحلات التي تبيع منتجات قد تسبب أضرارا بليغة بالمستهلكين، خصوصاً ما يتعلق بالبشرة أو العيون، مطالبين بتكثيف الرقابة من قبل وزارة التجارة وحماية المستهلك للوقوف على المخالفات المرتكبة من قبل بعض التجار الذين يسعون لزيادة أموالهم بأي طريقة. ويضيف "المشكلة أن هناك محلات تجارية كبيرة وذات سمعة قوية تلجأ لبيع منتجات مقلدة وبأسعار باهظة، وهذا ما يدعو إلى مطالبتنا بالوقفة الحازمة من قبل وزارة التجارة للحد من هذه التصرفات الجشعة من قبل البعض". تحالف لمحاربة الغش التجاري! إقبال كبير على المحلات ذات الأسعار المخفضة طوال أيام السنة وأكد مدير العلاقات العامة بجمعية حماية المستهلك عبد العزيز الشايع ل "الرياض" على أن هناك تنسيقا بين الجمعية وعدة جهات؛ كوزارة التجارة وهيئة الغذاء والدواء وهيئة المواصفات والمقاييس والجودة ومصلحة الجمارك والبلديات للوقوف على أي مخالفات من قبل التجار من خلال ما يرد للجمعية من ملاحظات وشكاوى من قبل المستهلكين. وقال إنه "على الرغم مما تعانيه الجمعية من قله عدد أفرادها، إلا أنها تنشط في الكثير من المحافل والنشاطات كالمهرجانات بهدف توعية المستهلك لإيضاح مواصفات المنتجات الجيدة وحثهم على البحث عن المنتج الجيد ذي السعر المعقول، إضافة إلى طرح العديد من الخيارات التي تجعل المستهلك يختار ما يريده دون التعرض لأضرار من جراء اللجوء للمنتجات الرخيصة ذات الرداءة في الجودة، حيث تم إقامة 10 معارض توعوية، إضافة لست ندوات خلال الأربعة شهور الماضية شملت اليوم الخليجي واليوم العالمي للمستهلك، كما تم الانتهاء من تجهيزات معرض الجمعية في مهرجان الجنادرية للمرة الاولى والتي سيوزع فيها الكثير من النشرات التي توضح الطريقة المثلى للتسوق إضافة للكثير من الفقرات". منافسة كبيرة من محلات «أبو ريالين» لبيع المنتجات المقلدة