ظل مصير 52 طالباً سعودياً يدرسون الطب البشري وطب الأسنان في جامعة «الجزيرة» بمدينة ود مدني الواقعة في ولاية الجزيرة وسط السودان مجهولاً بعد تأزم الأوضاع داخل الجامعة، فيما أصدر مجلس عمداء الجامعة بياناً يفيد بتعليق الدراسة في جميع كليات الجامعة ومعاهدها ومراكزها إلى أجل غير مسمى. وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي الدكتور محمد الحيزان ل «الحياة» عدم علم وزارته بتعليق الدراسة في جامعة الجزيرة السودانية، مؤكداً عزمه التواصل مع إدارة الملحقيات الثقافية ووكالة الوزارة للبعثات لتقصي الأمر. من جهته، أكد الملحق الثقافي السعودي الدكتور منيع المطيري ل «الحياة» أن تأزم الوضع في جامعة الجزيرة سببه القرار الذي صدر من وزارة التعليم العالي في السودان أخيراً بإلغاء قرار سابق يفيد بإعفاء طلاب ولاية دارفور من دفع الرسوم الدراسية، مما أحدث فوضى وتجمعات طلابية واستدعى الأجهزة الأمنية التي تدخلت لفض التجمعات. موضحاً أن الملحقية السعودية تواصلت مع الطلاب السعوديين في جامعة الجزيرة الذين يبلغ عددهم 52 طالباً وحذرتهم من الاقتراب من الجامعة أو الذهاب إليها حفاظاً عليهم. وأضاف: «طلابنا بعيدون عن المشكلات التي حصلت في جامعة الجزيرة وليس لهم أي علاقة بهذه الأحداث»، لافتاً إلى أن الملحقية تواصلت مع وزارة التعليم العالي السودانية وبحثت معها شؤون طلابها المبتعثين والحالة الدراسية خلال الفترة المقبلة. وحول الإجراءات التي ستتخذها الملحقية مع الطلاب في حال تطور الأوضاع، أوضح أن الملحقية لديها حلول عدة في حال تأخر الدراسة لفترة طويلة، ومن هذه الحلول نقل الطلبة إلى جامعة الخرطوم، مؤكداً أنه في حال مواجهة أي تعقيدات بهذا الشأن ستتم إعادة الطلاب إلى السعودية لإكمال دراستهم في جامعات أهلية أو الانتقال إلى دول أخرى. وقد أصدرت جامعة الجزيرة بياناً (تحتفظ «الحياة» بنسخة منه) يفيد بتعليق الدراسة إثر أحداث الشغب التي حدثت في الحرم الجامعي ومات على إثرها أربعة طلاب سودانيين، مشيراً إلى أنه حرصاً على سلامة طلاب الجامعة ومنسوبيها قرر مجلس العمداء في اجتماعه الطارئ تعليق الدراسة في جميع كليات الجامعة ومعاهدها ومراكزها في مختلف مستويات الدراسة لموعد غير محدد. من جهته، أصدر وزير العدل السوداني مولانا بشارة قراراً يفيد بتشكيل لجنة برئاسة المستشار الدكتور التيجاني محمد عبدالرحمن للتحري والبحث في أحداث جامعة الجزيرة التي جرت، وأسفرت عن سقوط ضحايا من بعض طلاب الجامعة.