أعلنت فصائل مسلحة شيعية تقاتل إلى جانب الجيش، رفضها التعاون مع الولاياتالمتحدة لمحاربة تنظيم «داعش»، وهددت بالانسحاب من المعارك. وأكد معصوم في كلمته أمام المؤتمر، أن «أي تحرك ضد داعش يجب أن يضم إيران، مشيراً إلى أهميتها من الناحية الجيوبوليتيكية للعراق»، وقال إنه «ليس المهم أن يشارك الجميع في الضرب، بل المهم أن يشاركوا في القرار». في هذه الأثناء، حمّل النائب عن «تحالف القوى الوطنية» مظهر الجنابي «إيران وسورية وروسيا مسؤولية انتشار تنظيم داعش في المنطقة»، وقال ل «الحياة» إن «هذا التنظيم الإرهابي ما كان له أن يتنشر لولا دعم هذه الدول التي حاولت تشويه المعارضة السورية وإعطاء ذريعة لحماية نظام بشار الأسد». إلا أن النائب عن كتلة «المواطن» علي شبر، قال في تصريح إلى «الحياة» أن «غياب إيران وبعض الدول العربية، والغموض الكبير في الموقف التركي سيؤثر سلباً في نتائج مؤتمر باريس». وزاد أن «محاولة عزل إيران أمر مقصود، لكنه لا يصب في مصلحة المنطقة التي على دولها التعاون في كل المجالات وأبرزها الأمن». ورجح أن يكون هدف الحملة الدولية «عرقلة تقدم التنظيم المتطرف وليس إنهاء وجوده بشكل كامل، لأن الأطراف التي تدعمه بالمال والسلاح لا تريد ذلك»، مشيراً إلى أن «دولة مثل تركيا ترفض المشاركة في ضرب داعش لاعتقادها بأن استمرار دولة الخلافة يصب في مصالحها المستقبلية». إلى ذلك، أعرب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أمس، رفضه الشديد «تدخل أي قوة أجنبية براً أو بحراً في شؤون العراق، حتى وإن كانت الذريعة ضرب تنظيم داعش». وقال الصدر في بيان: «لقد قرر البيت الأسود العود إلى هجماته على الأراضي العراقية، أرض الأولياء والصالحين بل والمعصومين ولعل هذا القرار الأميركي جاء بعد ندمه على الانسحاب الصوري الأولي، بل والمقاومة السياسية التي جعلت من الاتفاقية الأميركية المشؤومة، هواء في شبك، إضافة إلى المقاومة الشعبية المباركة». وتوعد الصدر أميركا وقال: «إن عدتم عدنا وسيجعل الله للمتقين نصراً يمنّ به على المؤمنين المجاهدين، وكما أذقناكم حر نارنا وبأسنا أولاً سنذيقكم ويلات قراركم هذا الذي لا بد أن يكون في المستقبل سبباً لندامتكم وانحساركم». وتابع: «على الحكومة العراقية عدم الاستعانة بالمحتل أياً كان ولو بحجة (داعش)، فلا وجود لها إلا في المخيلة، بل هي صنيعة الأميركي والعقلية الاستعمارية التفكيكية وثانيها، على المجاهدين في أي منطقة من مناطق العراق المغتصبة في حال تدخل القوات الأميركية أو غيرها براً أو بحراً، بالمباشر أو غير المباشر، الانسحاب من تلك المناطق بأسرع وقت ممكن، فالاستعانة بالظالم ولو على الظالم حرام». ودعا إلى «ردة فعل شعبية على شكل تظاهرات أو غيرها تعبر عن الرأي الحقيقي للشعب وعدم تعاطفه مع المحتل وتعكس صورة القادر على حل مشاكله بنفسه». وأضاف: «على الجهات الدولية كمؤتمر الدول الإسلامية والجامعة العربية بل والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية الحيلولة دون وقوع ذلك، وإلا فإن ذلك سيكون بداية لاتساع نفوذ المتشددين في مشارق الأرض ومغاربها». وأختتم البيان بالقول: «ليكن شعارنا نحن أتباع، آل الصدر، الحوزة والاستعمار ضرتان لا تجتمعان». إلى ذلك، لوحت كتائب «حزب الله» بالانسحاب من القتال أيضاً في حال تدخلت الولاياتالمتحدة عسكرياً في الحرب ضد «داعش»، وقالت في بيان إن «الاستعانة بأميركا الشر والخراب إنما هو مصادرة لجهود أبناء الشعب العراقي الذين وقفوا بوجه الإرهاب وقدموا الشهداء وتحملوا العناء في سبيل حفظ العراق والعراقيين ومقدساتهم»، مبدية استغرابها «الشديد من إدارة عمليات القوات المسلحة العراقية المشتركة من قبل ضباط الاحتلال الأميركي، وفيها من الكفاءات العراقية الشريفة ومن كافة الاختصاصات».