توقع صناع القرار في قطاع الطيران العالمي خلال قمة «سيتا» السنوية التي استضافتها بروكسيل، أن «يشهد القطاع خلال هذه السنة اختفاء شركات طيران عالمية عن الساحة وتحالفات بين بعض من تبقى منها، نتيجة أزمة الائتمان الأوروبية وتراجع الاقتصاد الصيني، إضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود». وعلى رغم عقد المؤتمر في عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسيل، إلا أن العاملين في المؤسسات العالمية المعنية في شؤون القطاع، مثل الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) ومؤسسة «سيتا» لتكنولوجيا الطيران المنظمة العربية للنقل الجوي، انتقدوا دول اليورو لتشددها بفرض ضريبة الكربون «منفردة»، على كل شركات الطيران التي تمرّ عبر أراضيها. وأعلن رئيس الاتحاد توني تيلر خلال المؤتمر، أن فرض ضريبة الكربون التي بدأ الاتحاد الأوروبي فرضها على شركات الطيران وأزعجت معظم شركات الطيران في العالم، تحتاج إلى «قرار سياسي» من الاتحاد والأعضاء في «أياتا» لاتفاق على حل مشترك لقضية الانبعاثات الكربونية للطائرات. وتوقع الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي عبدالوهاب تفاحة، في حديث مع «الحياة»، أن «تضطر الدول العربية إلى دفع أكثر من 200 مليون دولار هذه السنة، إلى دول الاتحاد الأوروبي». ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي «يواجه حالياً ضغطاً كبيراً من الشركات في الصين وأميركا والدول العربية للعدول عن فرض هذه الضريبة، ما يدفع الاتحاد إلى التراجع في رأيه، والرضوخ للانضمام إلى نظام عالمي يحمل قواعد مختلفة عن التي اتخذتها دول الاتحاد الأوروبي للحد من انبعاثات الكربون، على اعتبار أن «أياتا» والمنظمات العاملة الأخرى، تسعى إلى توافق دولي لتشكيل نظام بديل من نظام الاتحاد الأوروبي». وأعلن تفاحة، أن شركات الطيران العربية «تقدمت بدورها بمشروع لحكوماتها يتعلق بضريبة الكربون يبدأ تطبيقه عام 2020، ويقضي باستبعاد شركات الطيران في الدول النامية، والأساطيل التي اشترتها الشركات قبل عام 2020 من دفع الضريبة». ورجّح «الاتفاق على هذا النظام قريباً». ولم يستبعد أن «يشهد عالم الطيران هذه السنة اختفاء شركات عن الساحة، بسبب التحديات التي يشهدها القطاع، للحاق بشركة الطيران الهنغارية واختفاء شركة «بي إم آي»، في مقابل توسع شركات الطيران العربية، خصوصاً تلك التي توسّعت عالمياً». ورأى تيلر، أن هذه السنة «ستسجل مزيداً من التحالفات بين شركات الطيران العالمية، لتجاوز الأزمات في القطاع». وأكدت «سيتا» في قمة تكنولوجيا المعلومات في بروكسيل، أن شركات الطيران «أنفقت 1.8 في المئة من عائداتها العام الماضي التي تجاوزت 631 بليون دولار، على تطوير نظم تقنية المعلومات والاتصالات». وكشفت دراسة اتجاهات تقنية المعلومات التجارية في شركات الطيران التي أطلقتها «سيتا» خلال قمتها السنوية، أن «93 في المئة من شركات الطيران تعتزم طرح خدمات الخليوي للمسافرين، على اعتبارها أولوية استثمار رئيسة في السنوات الثلاث المقبلة مع استثمار 58 في المئة منها في البرامج الرئيسة». وأعلن المدير التنفيذي لشركة «سيتا» فرانسيسكو فيولانت، أن شركات الطيران «ملتزمة استخدام تطبيقات الخليوي في مجالات أعمالها، كما تستهدف هذه الشركات استخدام تطبيقات هذه الهواتف لتحسين خبرة المسافرين وللحد من تكاليف التشغيل وتحقيق الأرباح».