أقفلت المدارس الرسمية والمؤسسات والإدارات العامة والبلديات والقائمقاميات أبوابها إقفالاً شبه كامل في العديد من المناطق اللبنانية، تلبية لدعوة «هيئة التنسيق النقابية» إلى الإضراب للمطالبة بإحالة سلسلة الرتب والرواتب إلى المجلس النيابي، الأمر الذي أدى إلى شل العمل في الإدارات العامة في معظم المحافظات التي توقفت عن استقبال معاملات المواطنين في مختلف الدوائر والأقسام، كما نفذ القطاع التعليمي الرسمي إضراباً في المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية فيما لم تلتزم المدارس الخاصة. ونفذت «هيئة التنسيق» تظاهرة مركزية بعنوان «تعبيراً عن الغضب والاستنكار» انطلقت من ساحة البربير وصولاً إلى السراي الكبيرة احتجاجاً على عدم إحالة السلسلة. وأكد رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي حنا غريب «الذهاب إلى التصعيد والتظاهرات في كل الأمكنة ومن دون ملل حتى استرجاع الحقوق كاملة. وإننا متمسكون بمطالبنا»، وقال: «اختاروا التحدي والمواجهة مع كل الحركة النقابية الشريفة في لبنان، وفتحوا حرباً، ولم تعد المعركة محدودة في سلسلة الرتب والرواتب، فتحوا الحرب على كل المحاور وكل الحقوق المكتسبة التي ناضلت من أجلها الحركة النقابية في القطاع العام والخاص أيضاً». وأضاف أن «رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وزع على الوزراء في جلسة لمجلس الوزراء ورقتَه المعروفة، والتي تتضمن تقسيط السلسلة على 5 سنوات، ما يعني بالحرف الواحد ضرب قيمة السلسلة في السنوات الخمس المقبلة، اذ سيرتفع التضخم، كما اقترحت الورقة فصل السلسلة للأساتذة والمعلمين في القطاع العام عن السلسلة للمعلمين في القطاع الخاص، وهذا يعني ضرب وحدة الأساتذة والمعلمين وشق هيئة التنسيق النقابية، كما فرضوا الضرائب على المعاشات التقاعدية وعلى تعويضات الصرف ورفعوا المحسومات التقاعدية وخفضوا من معاشات التقاعد للمعوزين»، معتبراً أنه «في ظل هذه الورقة، أعادوا الأمور إلى نقطة الصفر وفتحوا جبهة الحرب». ورأى أن «التظاهرة شكلت رداً ساطعاً وهي الغضب الساطع على هذه الورقة»، مؤكداً أننا «سنسقط كل الأوراق التي سبق أن قدموها وسيقدمونها على حساب القطاعين الخاص والعام». واعتبر نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض بدوره، أن الناس «لم تعد تحتمل المماطلة والتسويف»، مطالباً الحكومة «بإرسال السلسلة إلى المجلس النيابي وإلا ستطوق هيئة التنسيق كل أسبوع المكان الذي تنعقد فيه الحكومة». وقال متوجهاً إلى رئيس الحكومة: «دولة الرئيس هذه الحشود البشرية التي أتت من كل لبنان، من كل القطاعات، الرسمي والخاص وموظفي الدولة والمتقاعدين، ملوا ولا يتحملون التسويف، ويطالبون بتحويل السلسلة إلى المجلس وإلا هذه الجموع البشرية تعدكم أنها كل أسبوع ستطوّق مكان انعقاد مجلس الوزراء، ولن نخرج من الشارع إلا عندما ينتهي موضوع السلسلة وتتم إحالته إلى المجلس النيابي». وأضاف: «نقول للحريصين على الطلاب وعلى العام الدراسي إننا الأحرص، وقد استثنينا معلمي مدارس طرابلس، الذين يعلّمون بقرار منا، لنقول إننا نستطيع أن نعلم وان ننفذ الإضراب، وإننا الأحرص على أولادنا، ولنقول لأصحاب المؤسسات التربوية إن لا أحد أحرص على الطلاب من الأساتذة، والأسبوع المقبل ستشاركنا مدينة طرابلس بالإضراب، وذلك بعد أن مرت بعشرة أيام حرب، ونحن حريصون على التربية وعلى العام الدراسي أكثر ممن يدّعون ذلك».