ترى من نصدّق إحصاءات كرة القدم في الدوريات الأوروبية التي "وثّقت" قبل أيام تحطيم النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لرقم الألماني غيرد مولر الخاص بعد الأهداف التي سجلها لاعب خلال عام واحد، أم "أنجاز" غودفيري تشيتالو مع فريق كابوي واريورز والمنتخب الزامبي؟ تمنى "المدفعجي" مولر أن يسجل ميسي نجم برشلونة الإسباني، مزيداً من الأهداف قبل نهاية هذا العام، تعزز "ترسانته" وترفع رصيده إلى أكثر من 90 هدفاً، ليصمد رقمه القياسي الجديد أكثر من 40 سنة، مقارنة برقم مولر (85 هدفاً) الذي صمد 40 عاماً قبل أن يتجاوزه ميسي الأحد الماضي. ويبدو أن المهاجم الألماني لم يسمه مطلقاً بنظيره تشيتالو. فبتسجيله هدفين في مرمى بيتيس، وهي ال "دوبليه" الخامسة في ال"ليغا"، حطّم ميسي الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف في سنة ميلادية واحدة، والذي كان بحوزة مولر مع بايرن ميونيخ والمنتخب الألماني (85 هدفاً عام 1972)، وبعدما نجح هذا الأرجنتيني في تحطيم رقم الأسطورة البرازيلي بيليه (75 هدفاً عام 1958). ووصل ميسي إلى الهدف الرقم 86 مع برشلونة والأرجنتين في 66 مباراة (لعب مولر 60 مباراة عام 1972)، وهو يعتبر من أهم المرشحين للإحتفاظ بالكرة الذهبية للعام الرابع على توالياً (تمنح في 7 كانون الثاني/يناير المقبل)، وبدا واضحاً أنه سينهي هذا العام "الحلم" في القمة. فهو كان هداف ال"ليغا" ال "بيتشيتشي" العام الماضي برصيد 50 هدفاً، ونال جائزة "الحذاء الذهبي" لافضل هداف في أوروبا، كما كان أفضل مسجل في دوري الأبطال الأوروبي برصيد 14 هدفاً، وفاز بكأس الملك لل "بلوغرانا". وحتى الأسبوع ال 16 من ال"ليغا" هو متصدر ترتيب الهدافين ب 23 هدفاً من 15 مباراة، كما أنهى دور المجموعات في دوري الأبطال موسم 2012 2013 بخمسة أهداف من 6 مباريات. ولا تزال أمام "البرغوت" الصغير 3 مباريات حتى نهاية العام الحالي كي يتمكن من مضاعفة رصيده من الأهداف. ومن بين الأهداف ال 86 التي سجلها ميسي، 12 منها كانت بألوان المنتخب الأرجنتيني و74 بقميص برشلونة (مباريات رسمية). كما سجل 56 هدفاً في ال"ليغا"، و14 في دوري الأبطال، و3 في كوبا ديل راي (كأس الملك) و2 في كأس السوبر الإسبانية. في المقابل ومع إختلاف الظروف وطرق الأداء ونوعية اللاعبين، حقق مولر رقمه القياسي عام 1972 بتسجيله 72 هدفاً مع بايرن ميونيخ (منها 12 في كأس الأندية الألمانية، وهي مسابقة لم تكن رسمية في تلك الفترة)، و13 مع ال"مانشافت"، ولعب ما مجموعه 60 مباراة في ذلك العام. ميسي عادل، ثم حطم، الرقم القياسي في سن ال 25 عاماً، بينما كان "المدفعجي" يبلغ 27 عاماً عندما حقق هذا الإنجاز في العام 1972. واعتقد مراقبون كثر أن هذا الرقم يستحيل تحطيمه في ظل تطور الأساليب الدفاعية وصرامتها في عالم كرة القدم. كما شهدت العقود الأربعة الماضية مهاجمين العظماء مثل ماريو كمبس وباولو روسي وغاري لينكر وروماريو وريفالدو ورونالدو. مجدداً كتب ميسي صفحة تاريخية أخرى في مسيرته الأسطورية، وهذه المرة كانت على ملعب “بينيتو فيلامارين" في إشبيلية وأمام بيتيس. وبعدما تخطى مساء الأحد رقم مولر كأفضل هداف في التاريخ في سنة ميلادية، فضّل ميسي التوقف عند أن "الدوبليه" التي سجلها في مرمى بيتيس سمحت لبرشلونة بإحراز النقاط الثلاث، وقال: "الرقم القياسي جميل لما يعني، لكن الأهم هو الفوز باللقاء والمحافظة على الفارق أمام ملاحقينا. هدفي منذ بداية الموسم هو أن أتمكن من الفوز مرة جديدة. لقد كنت متعطشاً للعب بعد إصابتي الأربعاء الماضي (تعرّض لكدمة في قدمه اليسرى) أمام بنفيكا (دوري الأبطال)". وإلى جانب كتابته للتاريخ في تلك الأمسية، مازح ميسي من حوله في شأن عدد الأهداف التي سجلها هذا العام بعد اللقاء، وقال: "سأحاول تسجيل المزيد لأجعل الأمور أصعب بالنسبة للاعب التالي الذي سيحاول تحطيم رقمي. عندما إنطلق الموسم كان الهدف الفوز في الألقاب كلها مع الفريق، أما الأرقام الشخصية فهي ثانوية". في المقابل، أطلق موقع زامبي صيحة مدوية نقلتها صحف ومواقع عالمية, ومفادها أن لا ميسي ولا مولر أصحاب الرقم القياسي العالمي في تسجيل الأهداف في سنة واحدة، ولكنه اللاعب الزامبي الراحل غودفيري تشيتالو, الذي سجل 107 أهداف. وأورد موقع "زامبيان واتشدوغ", أن تشيتالو المدير الفني السابق لمنتخب زامبيا الذي لقي أفراده مصرعهم في حادث طائرة عام 1993, هو صاحب الرقم القياسي بتسجيله 107 أهداف مع فريق كابوي واريورز والمنتخب الزامبي في العام ذاته الذي شهد تسجيل مولر 85 هدفاً للرقم، لكن ال"فيفا" يتجاهل كرة القدم الزامبية والرقم القياسي للاعبها المهدور حقه التاريخي. ودافع تشيتالو عن ألوان فريق كابوي واريورز والمنتخب الزامبي بين العامين 1970 و1982 ,ولكن لم يحتسب الإتحاد الدولي الرقم القياسي بإسمه لعدم وجود دليل رسمي على تسجيله الأهداف ال107.