لندن، بيروت - «الحياة»، ا ف ب، ا ب، رويترز - تستعد الادارة الاميركية لاعلان اعترافها ب «الائتلاف الوطني» كممثل شرعي وحيد للشعب السوري خلال اجتماع «اصدقاء الشعب السوري» الذي يبدأ اعماله اليوم في مراكش بالمغرب. وسيمثل الولاياتالمتحدة في هذا الاجتماع نائب وزير الخارجية وليم بيرنز، في غياب الوزيرة هيلاري كلينتون بسبب اصابتها بالتهاب معوي. وقارنت الناطقة باسم الخارجية فيكتوريا نولاند خلال مؤتمرها الصحافي امس بين الاعتراف بالائتلاف وقرار واشنطن الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي، والذي سبقه قيام هذا المجلس بتنظيم صفوفه. ومهدت واشنطن من خلال اتصالاتها باطراف المعارضة السورية وبالجهات الاقليمية الداعمة لها الى توحيد صفوف المعارضة في اطار «الائتلاف». كما اصدرت امس قرارها الذي سبق اعلانه في الاسبوع الماضي والقاضي باعتبار «جبهة النصرة» تنظيماً ارهابياً. والى جانب «جبهة النصرة» اعلنت وزارة الخزانة الاميركية انها ادرجت على لائحتها السوداء مجموعتين مسلحتين مؤيدتين للنظام هما «اللجان الشعبية» و»الشبيحة». وقالت ان «هذه الميليشيات لعبت دورا اساسيا في حملة نظام الاسد للترهيب والعنف على مواطني سورية». وسألت «الحياة» مسؤولاً أميركياً رفيع المستوى اذا كان اعتبار الجبهة ارهابية سيمهد لتسليح «عناصر غير متطرفة في المعارضة المسلحة السورية»، فاجاب أن «ادارة أوباما لا تزود السلاح اليوم انما لم نستبعد هذا الأمر في المستقبل اذا كان سيساعد في الدفع نحو حل سياسي». وأضاف المسؤول أن الخطوة «ليست ضد الجيش السوري الحر»، كما رحب بقيام المعارضة العسكرية في أنطاليا بتشكيل قيادة مشتركة. ومن جهتها أعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على قياديين في «جبهة النصرة» هما ميسّر علي موسى عبد الله الجبوري، وأنس حسن خطّاب، تبعاً لقرار وزارة الخارجية الأميركية. وتتضمن العقوبات تجميد أية أصول لديهما ضمن النطاق القضائي للولايات المتحدة ومنع الأميركيين من إجراء أية تعاملات معهما. الى ذلك، قال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا امس إن أجهزة الاستخبارات الاميركية لم ترصد خلال الايام القليلة الماضية أي خطوات جديدة من جانب الحكومة السورية تشير الى انها تستعد لاستخدام الاسلحة الكيماوية ضد قوات المعارضة. لكنه ذكر انه لا يزال قلقا بهذا الشأن. واضاف ان المعارضة مستمرة في تحقيق مكاسب والخوف هو ان تلجأ الحكومة الى هذه الاسلحة اذا شعرت بان النظام مهدد بالانهيار. وعلى الصعيد الميداني، استمرت منذ الصباح الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في محيط كلية لتدريب المشاة تقع في بلدة السلمية شمال حلب قرب مخيم الحندرات للاجئين الفلسطينيين. وتحاصر قوات المعارضة هذه الكلية منذ اسبوعين بعد استيلائها على مبنى الزراعة القريب منها. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان انها مهمة جدا وفيها اكثر من ثلاثة آلاف عنصر من القوات النظامية. لكن السيطرة عليها ستكون صعبة جدا وتحتاج الى الاف المقاتلين. وفي مدينة حلب، دارت اشتباكات عنيفة عند اطراف حي بستان الباشا الذي تحاول قوات النظام السيطرة عليه منذ ايام وذكرت وكالة انباء «سانا» الرسمية ان وحدات الجيش نفذت سلسلة عمليات «اتسمت بالدقة والسرعة» اسفرت عن القضاء على عشرات «الارهابيين» في حلب. وذكر المرصد السوري ان اكثر من 125 شخصا ينتمي معظمهم الى الطائفة العلوية قتلوا او جرحوا في سلسلة انفجارات هزت حي اكراد ابراهيم في بلدة عقرب في جنوب ريف حماة كما تضرر وتهدم عدد من المنازل في الحي المذكور. واستمرت المعارك التي تدور قرب مطار دمشق الذي يبعد مسافة 20 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة. ودارت اشتباكات ضارية في بلدة حاران على الجانب الشرقي من المطار. ويحاول المعارضون احكام تطويق المطار وما زالوا يحاصرون قاعدة مطار عقربا للسلاح الجوي على طريق المطار. وذكر المرصد السوري ان اشتباكات وقعت بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية في محيط بلدة معضمية الشام في ريف دمشق، رافقها قصف واشتباكات في المناطق المحيطة بمدينة حرستا ومدن وقرى اخرى في ريف دمشق.