تراهن الفنانة سميرة أحمد على مسلسلها الجديد « قلب أم»، المنتظر عرضه في رمضان المقبل، لمدّ جسور التعاون بين الدراما المصرية ونظيرتها التركية، كون المسلسل أول إنتاج مصري تركي مشترك في مجال الدراما التلفزيونية، كما تتمنى أن يكون بداية لتعاون أكبر على المستويات كافة مع الأتراك. وعن هذا المسلسل قالت سميرة أحمد ل «الحياة»: «المسلسل فكرة من ابنتي جميلة وسيناريو وحوار حازم الحديدي. وستقوم مريم أبو عوف بإخراجه. وتدور أحداثه في إطار اجتماعي رومانسي، ليأتي في شكل مختلف عن كل الأعمال التي قدمتها من قبل على الشاشة الصغيرة». وأشارت الفنانة إلى أن الجانب التركي المشارك في الإنتاج مع المنتج صفوت غطاس، رشّح كلاً من الممثلين التركيين اللذين قدما شخصيتي «نور» و «مهند» في المسلسل التركي الشهير، الذي حقق نجاحاً كبيراً في الوطن العربي، موضحة أنه سيتم إرسال نسخة من السيناريو مترجمة إلى اللغة التركية لكي يقرأها هذان النجمان ويحددا موقفهما النهائي من العمل. مفاجأة رمضانية وكشفت سميرة أحمد عن زيارتها تركيا أخيراً، حيث لمست بنفسها مدى «حرص الأتراك على التعاون مع مصر في مجال الدراما التلفزيونية» لأن ذلك سيضيف للبلدين الكثير، مؤكدة أنها لن تكشف عن تفاصيل المسلسل لكي يكون مفاجأة للجمهور عند عرضه في رمضان المقبل. وحول المنافسة بين الدراما المصرية والتركية، قالت: «هناك منافسة شريفة تدفع المبدعين المصريين لتقديم الأفضل، وظهر هذا بوضوح على مستوى الصورة في المسلسلات التي شاهدناها في شهر رمضان الماضي، حيث رأينا تطوراً كبيراً في التصوير والملابس والديكورات. ولولا وجود المنافسة في مجال الفن لأصيب الفنان بالجمود. والدراما التركية استطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً وارتبط بها الجمهور في مختلف أنحاء الوطن العربي، لذلك فالتعاون مع الأتراك سيكون في صالحنا كعرب». وشددت سميرة أحمد على أن المسلسلات التركية لن تكون مجرد موضة وتنتهي، «بدليل أن هناك قنوات فضائية ظهرت أخيراً تخصصت في عرض هذه المسلسلات»، مؤكدة أن من عوامل نجاح الأعمال التركية القواسم المشتركة التي تجمع العرب والأتراك، مثل الثقافة والبعد الجغرافي والدين. وأوضحت سميرة أحمد أنها تتمني أن يكون مسلسل «قلب أم» بداية لتعاون أكبر على كل المستويات مع الأتراك، «لأنهم استطاعوا أن يفرضوا أنفسهم على الساحة الفنية الدولية»، و «أصبح لديهم سينما متقدمة جداً تشارك في المهرجانات الدولية»، فضلاً عن أن نجومهم أصبحت لهم شعبية كبيرة في المنطقة العربية، مشيرة إلى أن التعاون مع الجانب التركي سيفتح أسواقاً جديدة للمسلسلات المصرية التي ظلت مقصورة على المنطقة العربية فقط. وأكدت الفنانة الآتية من العصر الذهبي للفن العربي، أن غيابها عن الدراما التلفزيونية في الفترة الماضية كان بهدف متابعة ما يجري على الساحة، من أجل العودة بعمل فني ناضج، موضحة أنها اتخذت قراراً بعد مسلسلها الأخير «ماما في القسم» بألا تعود إلا بعمل مختلف حتى لا تكرر نفسها. مسؤولية وقالت سميرة: «لقد حمّلني النجاح الكبير الذي حققته في مسلسل «ماما في القسم» مسؤولية كبيرة، بحيث رحت أفكر طوال الوقت في كيفية تقديم تجربة مختلفة، حتى عثرت على فكرة مسلسل «قلب أم» وعهدت بكتابتها للمؤلف حازم الحديدي. وأعتقد أن الموضوع الذي سيطرحه المسلسل سيكون جديداً تماماً بالنسبة إلى الجمهور، فضلاً عن أن التعاون مع الأتراك سيمنح العمل بعداً جديداً وجذاباً للمشاهدين». وكشفت أن مسلسلها الجديد سيشمل كعادتها في أعمالها الفنية تقديم وجوه جديدة، لأنها تعتبر تقديم ممثلين جدد للساحة الفنية من ضمن مسؤولياتها كممثلة صاحبة خبرة طويلة، موضحة أنه «لولا ظهور ممثلين جدد كل فترة لتوقفت عملية تجديد الشاشة الصغيرة». وأخيراً وصفت سميرة أحمد الواقع السياسي الذي تعيشه مصر حالياً ب «المرتبك» بسبب «عدم وضوح الرؤية، وغياب التخطيط في أغلب قطاعات الدولة المصرية»، معربة عن أمنيتها بأن تتجاوز مصر هذه المرحلة في أسرع وقت ممكن، «لأن الشعب يريد أن ينعم بالاستقرار بعد قيامه بثورة عظيمة مثل ثورة 25 يناير». وأوضحت أنها لم تقدم عملاً فنياً عن الثورة لأن الصورة ليست مكتملة في الوقت الحالي، «تقديم مثل هذه الأعمال التي تتعرض للثورة سيكون أشبه بركوب الموجة»، مؤكدة أنه «من المهم تقديم المسلسلات التي تناقش قضايا اجتماعية تعبر عن هموم المواطن المصري».