بدأ نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون زيارة للبنان يترأس خلالها الاجتماع ال17 لآليّة التنسيق الإقليمية للدول العربية التابعة للأمم المتحدة، واستهلها امس بلقاء قوات «يونيفيل» في الناقورة التي اجتمع مع قائدها العام اللواء باولو سيرّا وكبار مسؤوليها، واستمع إلى شرح عن عملياتها في جنوب لبنان، كما زار منطقة انتشارها في القطاع الغربي واطلع على الأوضاع هناك. وشدد إلياسون على أن «التعاون بين القوات المسلحة اللبنانية ويونيفيل أمر حاسم لنجاح تنفيذ القرار 1701»، معتبراً أن «استمرار دعم المجتمع الدولي ومساعدته للقوات المسلحة اللبنانية حيوي». وقال: «جنوب لبنان شهد فترة من الهدوء غير المسبوق بفضل عمل البعثة، وكذلك بفضل ترتيبات الارتباط والتنسيق القوية والتزام الأطراف، إضافة إلى شراكة حفظ السلام الممتازة بين القوات المسلحة اللبنانية ويونيفيل. وكل هذه العناصر حاسمة للحفاظ على الاستقرار في المنطقة في وقت تتزايد حدة التوتر فيها». وعاد إلياسون إلى بيروت وزار رئيس الجمهورية ميشال سليمان ناقلاً، بحسب بيان للمكتب الإعلامي في القصر الجمهوري، «تحيات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ودعمه المطلق للدور الذي يقوم به سليمان في الحفاظ على الوحدة والاستقرار والمصالحة والحوار، ومبدياً الاستعداد لبذل الجهود لدى المجتمع الدولي لزيادة المساعدات الإنسانية لمساعدة لبنان في تحمل أعباء إيواء النازحين السوريين، ونوه بالتعاون القائم بين قوات يونيفيل والجيش اللبناني لحفظ السلم والاستقرار في الجنوب». ثم زار المسؤول الدولي رئيس المجلس النيابي نبيه بري وأوضح في تصريح انه يزور لبنان «ممثلاً للأمين العام للبحث في التعاون الاقتصادي في المنطقة، وأنا هنا للبحث في الوضع في لبنان والمنطقة، إنها لحظة دقيقة في تاريخ لبنان الحديث مع أزمة عميقة في سورية، ونحن في حاجة للسير في الحلول السياسية، وزميلي الصديق الأخضر الابراهيمي يقوم بجهود جدية لإيجاد الحل السياسي، وفي الوقت نفسه نشهد نتائج وتداعيات إنسانية كبيرة نتيجة هذا الصراع في سورية وأود أن اعرب عن تقديري للبنان وشعبه لكرمهم في استقبال اللاجئين من سورية وما يقدمونه من دعم ومساعدات لهم». وأكد أن الأممالمتحدة «معنية بقوة بزيادة الدعم لهذه الجهود التي يقوم بها لبنان لاستقبال اللاجئين ومعنية أيضاً بالتعامل مع الأوضاع الإنسانية الصعبة داخل سورية، وآمل جداً بأن ينجح الحوار الوطني اللبناني. وهو الوسيلة في أي بلد لتعزيز الوحدة عندما تكون البلدان في وضع أزمات كما يحصل في سورية». وأوضح انه ينقل إلى المسؤولين اللبنانيين «رسالة الأممالمتحدة بأننا إلى جانب لبنان، وتأكيد جهودنا لتعزيز وحدة هذا البلد». وعن زيارته الجنوب، قال انه شعر «بارتياح تام للاستقرار الموجود في تلك المنطقة، وأعبر عن شكرنا العميق للتعاون بين هذه القوات والجيش اللبناني، وسنبذل ما في وسعنا لمساعدة لبنان في هذا الوضع»، ولفت إلى انه سبق أن «شاركت في الاجتماعات حول لبنان بعد حرب عام 2006 عندما عبرنا عن تضامننا مع لبنان عندما كنت وزير الخارجية السويدية ودعمنا لهذا البلد وشعبه». وذكر المكتب الإعلامي لبري أن الأخير اثار مع إلياسون والوفد المرافق «قضية التلوث البيئي وآثاره السلبية في منطقة حوض الليطاني في البقاع، وطلب مساعدة مادية وتقنية لمعالجة هذه القضية بالتنسيق مع الوزارات والمؤسسات الرسمية اللبنانية لا سيما المركز الوطني للبحوث العلمية».